إلمام المرأة بكل ما يمس حياتها الخاصة والعامة أمر جدير بالاهتمام، وبدأت السيدات يسعين لتطوير أنفسهن في مجال بدأت منافسة الرجل فيه تظهر وأداؤه أيضاً يبرع ألا وهو مجال الطبخ، فالمرأة ترى بأن المطبخ هو عالمها وأن كل ما يحيط به يخصها ويبرز أنوثتها وشخصيتها كمرأة ويميزها عن غيرها ويعطيها قيمة اجتماعية بين الأخريات، لذا نجدها تدفع الكثير في سبيل التعرف على الجديد في هذا الجانب، ولعل الجديد في هذا الشأن هو اكتساح القنوات الفضائية في مجال الطبخ. حيث تحوّلت مطابخ الفضائيات الأجنبية وعلى رأسها المشرقية إلى نقطة تقليد من طرف النساء الجزائريات، فكثيرا ما نسمعهن يتبادلن أطراف الحديث حول آخر كيفية عرضت على قناة مغربية أو أخرى على قنوات الخليج وغيرها، ففي الآونة الأخيرة ظهر نجوم في عالم الطبخ استحوذوا على اهتمام العديد من النساء اللواتي يرغبن في إضفاء لمسة جديدة على أطباقهن والخروج عن الروتين اليومي وما هو مألوف ماجعل الإقبال على كتب الطبخ في تناقص مستمر، وعليه قامت أخبار اليوم بجولة استطلاعية لمعرفة رأي النساء الجزائريات حول الموضوع. نساء مولوعات بعالم الطبخ وفي هذا الشأن نجد السيدة (لمياء)، هي واحدة من النساء اللواتي ولعن بفن الطبخ منذ الصغر، حيث كانت تراقب والدتها وهي تحضر الأطباق لتتحول مع مرور الوقت إلى طاهية ماهرة بفضل إعادة تجريبها لتلك الكيفيات مرات ومرات حتى تتقنها، كما تضيف أيضا أنها ومع الانتشار الواسع للقنوات الأجنبية، خاصة تلك التي تهتم بالطبخ، فقد وجدت حريتها أكثر في توسيع معارفها وأخذ أفكار عصرية تفيدها في تحضير أكلاتها، وحسب لمياء فإنها تعشق الطبخ المغربي، ولذلك فهي تتابع على الدوام كل الكيفيات المغربية التي تعرض على القناة الفضائية دون تقصير، كما أنها في كثير من الأحيان تقتني اللوازم الضرورية خصيصا لإعداد تلك الأكلات. أما سمية فقالت (أنا اهتم بالطبخ كثيرا خاصة مع الانتشار الواسع لقنوات الطبخ التي تقدم الكثير من طرق تحضير الأكلات الشهية المختلفة سواء كانت محلية أو عربية أو عالمية، فتقول (أصبح للمرأة مخزون كبير من المعلومات التي تفيدها في مطبخها)، مبينة أن كثيرا منهن فضلن قنوات الطبخ الفضائية على مواقع الطبخ الإلكترونية والكتب. وعن تجربتها في أول يوم قالت: جربت (الكبة السورية) كانت جد لذيذة ولكن عائلتي تذمرت من ثقل هذه الأكلة على المعدة. لا بديل عن الطبخ الجزائري ومن هذا المنطلق قامت (أخبار اليوم) بالاتصال بأخصائية التغذية (م. س)، حيث قالت (لكل شعب من شعوب الأرض عاداته وتقاليده الثقافية والاجتماعية والغذائية والتي حتما تتغير تبعا لوضعه الاقتصادي والاجتماعي، والمطبخ الشرقي معروف بأكلاته الدسمة والتي لا تتماشى مع أمراض العصر من الكولسترول والسكري وارتفاع ضغط الدم، ومن تناول الوجبة الدسمة يكون ارتفاع في الدهون الثلاثية حيث ترتفع إلى الضعف، وخطورة الدهون الثلاثية في الدم أنها تسبب التهابا مستمرا في بطانة الشرايين ثم يليها في الارتفاع بعد الوجبة الدسمة في الكولسترول الضار ثم يليه السكر، وعلى الرغم من ارتفاع الأنسولين إلى ثلاثة أضعاف المستوى الأساسي إلا أن ازدياد مستوى الأحماض الدهنية في الدم يؤثر على حساسية خلايا الجسم للأنسولين وبالتالي يرتفع السكر في الدم، وأما بالنسبة للكولسترول الحسن فيتعطل عمله في حماية بطانة الشرايين مؤقتا بسبب تأثير الأحماض الدهنية عليه. المتقدمات في السن يتمسكن بالأطباق التقليدية بينما تسعى نساء الوقت الحالي في التجديد والتفنن والتنويع، فإن أخريات خاصة من المتقدمات في السن، يتمسكن بالأطباق التقليدية والتي لا تخرج عن الأصالة والبساطة ويرفضن التجديد، حيث تقول خالتي زهرة (لا بديل عن الطبخ القديم وأنا لا أثني الشابات عن تعلم الأكلات والطبخات الحديثة، ولكن وبحكم سني فأنا أفضل الأكل الشعبي والتقليدي على أكلات لم أسمع بها من قبل، ولم أعتد على أكلها مثل (الكيش)، و(الملوخية) و(الشيش برك) التي تحضر بالبندق والبصل واللحم المفروم حقيقة اسمها غريب وطعمها أغرب، موضحة أنها تحرص على تعليم بناتها الكيفيات التقليدية الجزائرية الأصيلة التي تكون بسيطة وصحية وبعيدة عن الخلط وختمت بالقول أنها لا ترى مثيل للطبخ الجزائري المتوارث عبر الأجيال وتفضله عن الطبخ الشرقي والغربي.