تتواصل معاناة سكان الشاليهات على مستوى مدينة برج منايل، الواقعة جنوب شرق بومرداس، مع المصير المجهول الذي يواجههم في ظلّ تأخّر عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم، وتساءل قاطنو البيوت الجاهزة عن مشروع 1500 مسكن الذي وعدت به الولاية، مؤكّدين أنهم أصبحوا يواجهون الموت تحت أسقف هذه المساكن التي حوّلوا إليها منذ 11 سنة. ل. حمزة أكّد السكان أن العيش داخل مثل هذه البيوت الجاهزة أصبح لا يطاق، خاصّة مع اقتراب موسم الأمطار التي تزيد من معاناتهم بعد تسرّبها من أسقف بيوتهم الجاهزة، حيث تبيت العديد من العائلات -حسبهم- أمام دِلاء موضوعة تحت سقف (الشالي) تنتظر امتلاءه بالقطرات المتسرّبة من أجل رميه خارجا وإعادة الكَرّة حتى الصباح، كما أكّدوا أن ارتفاع درجة الرطوبة أثّرت على المرضى والمسنّين والأطفال المصابين بالأمراض المزمنة. كما تساءل محدّثونا عن موعد انطلاق مشروع 1500 مسكن المخصّص لفائدتهم، وكذا القضاء على السكنات الهشّة بالبلدية، خاصّة وأن هذه الشاليهات انقضت مدّة صلاحياتها وأصبحت مصدرا لكلّ الأمراض، حسب حديث السكان الذين عبّروا عن امتعاضهم الشديد من تماطل الجهات المعنية المخوّل لها لمباشرة الأشغال بالمشروع السكني الذي يضمّ 1500 وحدة سكنية مخصّصة لفائدتهم، حيث وإلى حدّ الساعة لم تنطلق الأشغال به، وهي الوضعية التي سئم منها قاطنو الشاليهات، خاصّة وأن انتظارهم دام لأكثر من 11سنة، وأن هذه البيوت الحديدية اعتلاها الصدأ والرطوبة ومختلف الطفيليات وما خلّفته من أمراض مزمنة، خاصّة للأطفال منهم وكبار السنّ، مضيفين من جهة أخرى أن الطريق المؤدّي إليهم يشهد حالة كارثية، حيث يتحوّل كلّ فصل شتاء إلى مستنقعات للمياه يصعب اجتيازها، خاصّة بالنّسبة للتلاميذ الذين يقطعون مسافة مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى مؤسساتهم التربوية وسط مسلك صعب تغزوه الحفر والمطبّات.كما أن الشاليهات غير مربوطة بشبكة الصرف الصحّي، ما ضاعف من معاناة العائلات التي أكّدت أن حياتها تشبه كثيرا الحياة البدائية. وحسب السكان فقد تقدّموا بشكاوَى إلى رئيس الدائرة حول وضعيتهم فطمأنهم بتوفّر البلدية على حصّة سكنية موجّهة للعائلات القاطنة في الشاليهات تدخل في إطار برنامج الولاية للقضاء على الشاليهات نهائيا خلال الفترة القادمة، مؤكّدا أن انطلاق المشروع سيكون منتصف الشهر الجاري. ويأمل هؤلاء السكان في انطلاق المشروع بوتيرة سريعة لأن ليس في وسعهم أن يتحمّلوا المزيد من المعاناة، في الوقت الذي تبقى فيه المشاريع السكنية في إطار برنامج تفكيك الشاليهات تشهد غموضا كبيرا. وحسب جمعية الترقية والإدماج لأحياء السكنات الجاهزة لولاية بومرداس فإن سبب هذا الغموض يعود إلى محتكري سوق السكن رغم أنه تمّ تخصيص 1500 وحدة سكنية بمختلف الصيغ موجّهة للقضاء على الأحياء الجاهزة ببومرداس.