أقدمت صباح أمس 520 عائلة منوكوبة من زلزال 21 ماي 2003 على إغلاق الطريق الوطني رقم 24 تنديدا بوضعيتهم المزرية بحي الشاليهات بمنطقة ''الصابريار'' بالكرمة، الواقعة على بعد 3 كلم شرق ولاية بومرداس، وذلك بعد أن فقدوا الأمل في ترحيلهم إلى سكناتهم المفترض إعادة بنائها بحي 1200 مسكن ببومرداس والتي أصبحت هياكل لا روح فيها، بعد أن توقفت بها الأشغال. هذه العائلات البالغ عددها 520 عائلة منكوبة انهارت سكناتها في زلزال 2003 بحي 1200 مسكن ببومرداس، وعليه اختاروا الاستفادة من إعانة مالية مخصصة لإعادة بناء السكنات المهدمة أي إعانة 100 مليون سنتيم مع قرض آخر من طرف البنك بقيمة 100 مليون سنتيم. لكن الأشغال توقفت على خلفية عدم دفع كل المستفيدين المبالغ المستحقة. وهذا ما فنده الأغلبية، إذ أكدوا أن معظم أصحاب البنايات دفعوا المستحقات وإلى غاية اليوم لم يتم إتمام البناء. النساء في المقدمة... هذا ما صنعته العائلات المنكوبة التي كانت في أوج غضبها، صباح أمس، بعد إغلاق الطريق الوطني رقم 24 ببومرداس وإضرام النار في العجلات المطاطية مما أدى إلى شلل في حركة المرور في الاتجاهين، مما اضطر جل المواطنين إلى قطع مسافة لا تقل عن 3 كلم سيرا على الأقدام للوصول إلى مقر الولاية، الأمر جعل العمال والطلبة يلتحقون بأماكن العمل أو الدراسة متأخرين. بعض السكان أبدوا في تصريحهم استياءهم وامتعاضهم الشديدين تجاهئ هذه البنايات الجاهزة التي قضوا فيها سبع سنوات التي لا تتوفر على الشروط الملائمة للعيش الكريم. وأضافوا في السياق ذاته أن درجة الاهتراء التي لحقت بالشاليهات لا تسمح لهم بقضاء سنوات أخرى تحت أسقفها خاصة أن أغلبهم قد تعرضوا لمختلف الأمراض مع ارتفاع الرطوبة فيها لمحاذاته للبحر. اقتربنا من إحدى العائلات اللاتي افترشن الأرض فاتحين أذرعهن لكل مغيث لهم. فعائلة سعيدوني محمد المتكونة من 10 أفراد تعيش في الشالي مند 7 سنوات. معاناة العائلة بلغت حدا لا يطاق بعد أن تعرض الأب لمرض في الشالي أدى إلى بتر رجله بسبب الميكروبات التي تعرض لها في الشالي، وحاليا يمنع عليه المبيت فيه خوفا على صحته. هذه الأمراض يعاني منها العديد من العائلات، ناهيك عن وضعية هذه الأحياء التي حولت بعض الشاليهات إلى مكان للدعارة الممارسة في وضح النهار وهذا ما أقرت به عائلة (ن.ب) التي وصفت الوضع بالفظيع جدا. كما أكد المحتجون أن معظم القاطنين في الشاليهات أساتدة وإطارات بالجامعة، فكيف يكون الأداء المهني لهؤلاء وأبناؤهم يقاسون الأمرّين تحت أسقف مهترئة. من جهة أخرى، تم استقبال ممثلي الحي بدائرة بومرداس لدراسة الوضعية بعد أن التحق رئيس المجموعة الولائية للدرك الوطني، مطالبا السكان بفتح الطريق أمام المارة.