في كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية بمناسبة "يوم الشهيد"، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة تشهد فصلا جديدا من فصول استهدافها، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لا تسعى لحل مشكلة لبنان وإنما مشكلة إسرائيل. واستطرد نصر الله قائلا في هذا الصدد "دخلنا مرحلة حساسة جدا، المقاومة تعيش الفصل الخامس من فصول استهدافها"، وذلك في إشارة إلى المحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب صدوره حول جريمة اغتيال رفيق الحريري. وتابع "انتصار المقاومة عام 2000 دق المسمار الأخير في نعش إسرائيل الكبرى الممتدة جغرافياً لتنتقل إلى مرحلة جديدة وقد قال الإسرائيليون بوضوح ومعهم الأمريكيون إنهم لن يسكتوا على مقاومة ألحقت الهزيمة بهم". وأضاف "دخلنا في مرحلة حساسة جداً ونحن معنيون بأن تكون لدينا وقفة تأمل ومراجعة لأننا عندما نواجه مراحل جديدة وخطيرة يجب أن نستحضر كل المراحل السابقة أين أصبنا، أين أخطانا، كيف واجهنا عناصر القوة وعناصر الضعف؟ لنعرف كيف نواجه ما هو آت ولتكون مواقفنا وخياراتنا صحيحة ومناسبة ومسئولة، كلنا يشعر اليوم أن لبنان أمام فصل جديد ومرحلة جديدة وأن المقاومة بالتحديد أمام فصل جديد من فصول استهدافها". وتحدث نصر الله عن فصول استهداف المقاومة وقال إن الاستهداف الأول للمقاومة بدأ بالقرار 1559 وخلق مواجهة مع المجتمع الدولي والثاني باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والثالث هو الإغراء بالسلطة من خلال تعديل اتفاق الطائف لمصلحة الطائفة الشيعية في لبنان، في حين كان الفصل الرابع من خلال ما حدث في الخامس والسابع من ماي عام 2008 لخلق مواجهة بين المقاومة والجيش وبين الشيعة والسنة وجاءت المحكمة الدولية وشهود الزور لتمثل الفصل الخامس. وهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمته بمناسبة "يوم شهيد حزب الله" ب"قطع اليد التي ستمتد الى اي من عناصر حزب الله" لتوقيفهم في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وتابع "يخطئ من يتصور ان المقاومة يمكن ان تقبل او تسلم باي اتهام لاي من مجاهديها او قيادييها ايا تكن التهويلات والتهديدات والضغوط". وأضاف "يخطى من يتصور اننا سنسمح بتوقيف او اعتقال احد من مجاهدينا، اليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع". وحذر الأمين العام لحزب الله خصومه السياسيين من المراهنة على الولاياتالمتحدة وقال إنها الآن في أضعف حالاتها وهي لا تريد حل مشكلة لبنان وإنما تريد حل مشكلة إسرائيل. وأضاف أن الولاياتالمتحدة وسياساتها هي السبب الأول في إضعاف لبنان خدمة لمصالحها ومصالح إسرائيل، مشيرا إلى ما نشر من كتب في الأسابيع الأخيرة وأبرزها مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وقال إنها أظهرت حجم الحقد والوحشية التي يفكر بها بوش وبلير وإن هدفهما كان تدمير لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان لمصلحة إسرائيل وليس فقط تغيير الأنظمة السياسية في تلك البلدان. وأكد أن اللبنانيين يعيشون حاليا ما سماه الفصل الخامس والأخير من استهداف المقاومة اللبنانية وهو المحكمة الدولية والقرار الظني المتوقع والمواجهة مع المجتمع الدولي. وأوضح نصر الله أن الفكرة هي اتهام شباب شيعة باغتيال الحريري ومن ثم الطلب من الحكومة أن تعتقل هؤلاء الشباب مما يؤدي إلى مواجهة مع المقاومة. وأكد أن المغزى هو القضاء على المقاومة لخدمة إسرائيل وليس مصلحة لبنان ولا الفرقاء اللبنانيين ولا الكشف عن منفذي اغتيال الحريري، مشددا على أن المقاومة لا يمكن أن تقبل أي اتهام ظني من هذا النوع وأن المعارضة اللبنانية متحدة في مواجهة هذا المخطط. ولفت أيضا إلى أن المسعى السعودي والسوري جدي لإنهاء الأزمة المتعلقة بهذا الشأن وتوقع أن يسفر هذا المسعى عن "نتائج إيجابية رغم محاولات البعض إفشال هذا المسعى" خوفاً من انهيار حلمهم بحدوث مواجهة بين المقاومة والجيش اللبناني أو تقاتل شيعي سني. وشدد على أن المراهنين على هذا المشروع يخطئون إن تصوروا أن المقاومة يمكن أن تقبل أن يتهم أي من رجالها أو مجاهديها مهما كانت التهديدات أو التخويفات بحرب إسرائيلية أو أن تسمح بتوقيف أو اعتقال أي من مجاهدي المقاومة وتوعد بأن اليد التي ستمتد لأي منهم ستقطع، مؤكدا جاهزية المقاومة لأي حرب إسرائيلية على لبنان لكي تصنع ما أسماه الانتصار الكبير.