عرف المجتمع المدني في الجزائر ظهور جمعية اجتماعية مهنية جديدة على الساحة الجمعوية أطلقت عليها تسمية (المنظّمة الوطنية للشباب حاملي الشهادات) عقب حلّ اللّجنة الوطنية لأصحاب عقود ما قبل التشغيل التي استقال منها جلّ الأعضاء بدعوى استغلال مطالب اللّجنة من قِبل النقابة الوطنية المستقلّة لمستخدمي الإدارة العمومية (السناباب)، حيث تهدف الجمعية على إدماج الشباب في وظائف دائمة وإصلاح وتطوير آليات التشغيل الخاصّة وإيجاد ميكانيزمات جديدة للتخفيف من البطالة. أفاد بيان مكتب المنظّمة بولاية جيجل الذي عيّن النقابي محمد بولسينة على رأسه بناء على محضر قضائي بأن الجمعية أهدافها اجتماعية مهنية وليس لديها طابعا سياسيا، حيث يشترك المؤسّسون والمنخرطون في تسخير معارفهم ووسائلهم بصفة تطوّعية ولغرض غير مربح من أجل ترقية نشاطها وتشجيعه في إطار الصالح العام دون مخالفة الثوابت والقيم الوطنية ودون المساس بالنّظام والآداب العامّة وأحكام القوانين والتنظيمات المعمول بها. وتمّ حصر أهداف الجمعية في 21 هدفا أهمّها تشجيع وتطوير النشاطات الشبّانية، تشجيع القطاع الاقتصادي وإدماج فئة عقود ما قبل التشغيل في القطاع الاقتصادي، إلى جانب الوقوف على مشاكل الشباب حاملي الشهادات والبحث فيها والعمل على إصلاح وتطوير آليات التشغيل الخاصّة بالشباب حاملي الشهادات، إضافة على وضع الاستراتيجيات والخطط طويلة المدى لضمان مستقبل أحسن للشباب. كما تبقى الجمعية تعمل على إيجاد حلول وتوفير فرص عمل للخرّيجين وتأهيل الشباب غير المتعلّمين بإدخالهم في المعاهد الفنّية والمهنية والمشاركة في إيجاد ميكانيزمات جديدة للتخفيف من البطالة، فضلا عن العمل على ربط الجامعة بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي والاهتمام بقضايا التعليم التي تخصّ الشباب والتركيز على أن تتمّ العملية التعليمية على أساس العقل والمنهج العلمي وليس على أساس الحشو والتلقين. من أهداف المنظّمة ترقية الشغل في الجزائر للوصول به إلى المستويات العالمية ومساعدة إدماج الشباب حاملي الشهادات مهنيا واجتماعيا عبر تعزيز التنمية الاقتصادية لمحاربة البطالة والقضاء على العمل الهشّ وتعزيز دور الشباب حاملي الشهادات في التنمية الاقتصادية، إضافة إلى العمل على إيجاد حلول دقيقة وفعّالة لمشكل الشغل في الجزائر من خلال تعزيز الحوار المحلّي والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الشغل وإعداد القادة الشباب ليكونوا مستقبلا على رأس المنظّمات الشبابية وجزءا من التشكيل القيادي للمجتمع ككل وفسج المجال أمامهم للعتبير عن آرائهم بما يتناسب مع قدراتهم ونضجهم والمساهمة في فتح آفاق وسبل الحياة الكريمة أمام الشباب وتفعيل دورهم على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والمساهمة في إعداد برامج الإغاثة العاجلة في حالات النكبات والكوارث العامّة ونشر مبدأ التعاون وتشجيع الأعمال الخيرية ودعمها والمبادرة إليها. كما تسعى الجمعية أيضا إلى عقد الاجتماعات والندوات والحلقات الدراسية وتنظيم المحاضرات والملتقيات العلمية والثقافية لنشر أهداف المكتب وتعميقها وإذاعتها بين النّاس وإعداد البحوث والدراسات العلمية وإصدار المطبوعات الدورية والبيانات والنشرات وما في حكمها لتحقيق الأهداف المذكورة وتشكيل لجان متخصّصة في كلّ فرع من فروع الشباب والشغل وحرّياته الأساسية لمتابعة نشاطاته وتقصّي المعلومات واكتشاف مواطن انتهاكات حقوقه وحرّياته الأساسية وغرس القيم الديمقراطية لدى الشباب من خلال تكريس تقاليد النقاش والحوار الحرّ والديمقراطي وإبداء الرأي بين المجموع العام، ونجاح هذا التوجّه يعني تعزيز الديمقراطية في المنظّمات الشبابية وفي بنية المجتمع ككل.