تعرف تجارة الحلي التقليدية رواجا في الجزائر بسبب الاستعمال الكبير لمختلف الإكسسوارات التقليدية بسبب جودتها وخصائصها المتميزة، واختص بعض الحرفيين في كامل الولايات في التفنن في صناعتها بالاعتماد على مواد طبيعية كالمرجان والجوهر والعنبر وغيرها، إلا ن بعض النقائص لازات تعيق الحرفيين في حرفتهم التي تمسكوا بها منذ أمد بعيد وأبوا الخروج عنها، ويعتبر غلاء المواد الأولية من بين تلك العوائق. ولإحياء ذلك الثرات التقليدي الرائع نظمت ولاية باتنة معرضا للحلي التقليدية الذي منح الفرصة لمشاركة 62 حرفيا من 22 ولاية من مختلف أنحاء الوطن الذي ستختتم فعالياته اليوم بباتنة بعد أن دام لأربعة أيام وسط إقبال ملحوظ للزوار وأهل الاختصاص. وأوضح مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف السيد إسماعيل رمضاني بالمناسبة بأن هذه الفرصة منحت لكل حرفيي الحلي التقليدي لعرض منتجاتهم للزوار، إلى جانب تبادل الخبرات في المجال مؤكدا بأن هذه التظاهرة جاءت بعد النجاح الكبير الذي حققته طبعتها الأولى. وعبر الكثير من الحرفيين المشاركين في هذا الصالون الذي تحتضنه قاعة (أسحار) بوسط المدينة عن تمسكهم بصناعة الحلي التقليدية رغم المنافسة الشديدة التي أصبحت تواجهها الحلي التقليدية لاسيما الفضية من طرف تلك المستوردة إلى جانب غلاء المادة الأولية، وطرح بعض المشاركين ندرة مادة المرجان التي أصبحت بالنسبة للكثيرين أساسية في الحلي لاسيما القبائلي. حيث أشار الحرفي بن عمار شفيق من بومرداس إلى غلاء هذه المادة وندرتها في السوق في السنوات الأخيرة، مضيفا بأن صناعة الحلي الفضية لديه ارتبطت على مدار 26 سنة التي قضاها كحرفي ممارس بمادة المرجان التي تضفي سحرا جماليا خاصة على الحلي علاوة على أنها تعطيه قيمة. ومن جهته يرى الحرفي محمد بوليل من البويرة أنه أصبح من الضروري حل هذا الإشكال من خلال تزويد الحرفيين بكميات من المرجان التي (توزع علينا حتى وإن كانت قليلة لضمان ديمومة نشاطنا). وثمنت الحرفية لامية حلاق من تيبازة وهي مختصة في صناعة (الجوهر) المبادرة التي تشارك فيها لأول مرة، مشيرة بأنها تفتح الآفاق أمام أهل الصنعة لإيجاد زبائن جدد إلى جانب ترويج منتجاتهم خارج ولاياتهم الأصلية. وقد لفت انتباه زوار هذه التظاهرة التي افتتحت بحضور الأمين العام لولاية باتنة السيد أحمد الواشني ورئيس المجلس الشعبي الولائي صحراوي خميسي جناح تصميم الحلي الذي باشرت مديرية غرفة الصناعة التقليدية والحرف بباتنة التكوين فيه خلال شهر مارس الماضي. وأوضح السيد صالح يوب وهو المشرف على التكوين في هذا المجال أن الحرفي بالتحكم في هذه التقنية يتعلم لغة الفنان مضيفا بأن أول دفعة تضمنت 14 حرفيا درسوا مدة 80 ساعة بين التطبيقي والنظري. وقد أعجب الزوار لاسيما النساء بتصاميم الحرفيين محمد ورياشي وجمال مهدي اللذين أبدعا في تقديم نماذج جذابة وأيضا ملفتة لأنها غير متداولة كثيرا حسب الآنسة حنان بن يونس التي كانت بصدد شراء ماسك شعر يبدو وكأنه مهرب من حكايات ألف ليلة وليلة. وتعرف هذه التظاهرة التي تنظم بالتنسيق مع جمعية تجار وحرفيي المجوهرات لولاية باتنة وهيئات دعم تشغيل الشباب توافدا كبيرا من طرف الجمهور لاسيما من فئة النساء كونهن شغوفات باستعمال تلك الإكسسوارات في المناسبات السعيدة وحفلات الأعراس.