فاق عدد زوار الصالون الوطني للصناعات التقليدية والحرف الذي احتضنته قاعة المعارض "أسحار" بوسط مدينة باتنة لمدة أربعة أيام 40 ألف زائر من مختلف الأعمار. وأعجب زوار التظاهرة التي بادرت بها غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع مديرية السياحة والوكالة الوطنية للصناعة التقليدية بتنوع المعروضات التي أبدع فيها الحرفيون الذين عبروا بالمناسبة عن رغبتهم في أن تصبح هذه التظاهرة سنوية. و شهد هذا الصالون الذي نظم بمناسبة الاحتفالات بخمسينية الاستقلال و أختتم اليوم الأحد مشاركة 24 ولاية من مختلف أنحاء الوطن و تنافسا كبيرا بين الحرفيين على جائزة "أحسن منتوج" مرتبط بخمسينية عيد الاستقلال. وفاز بالمرتبة الأولى في المسابقة محمد هرنون (صانع السلالة) من ولاية بومرداس عن مجسم لمقام الشهيد وعادت الثانية لعبد القادر شيبوط (صناعة السروج) من ولاية تيارت فيما نالت الجائزة الثالثة صباح تلغمتي (حلويات تقليدية) من باتنة. وفي حين أبدى بعض المشاركين رضاهم عما وصلت إليه نشاطاتهم مثل الحرفي في الحلي الفضية لنصاري محمد علي من جانت (ولاية إيليزي) الذي أكد ل/وأج بأن منتجاته تلقى رواجا كبيرا أينما حل فإن آخرين كشفوا عن الصعوبات التي يلاقونها في الميدان. و لم يخف في هذا السياق صاحب الجائزة الأولى لمسابقة "أحسن منتوج" بمناسبة خمسينية الاستقلال هرنون محمد من بومرداس النقص الكبير في المادة الأولية التي يستعملها في صناعة السلال وندرتها في السوق المحلي حيث تستورد من أندونيسيا مما يتسبب في غلاء المنتوج النهائي. أما بوخنوفة لزهر وهو حرفي في الفخار (الوحيد بولاية باتنة) فتحدث ل/وأج عن صعوبة الحصول على مادة الطين التي تجلب من ولايتي تيزي وزو وبسكرة رغم توفر ولاية باتنة على مكمن هام ونوعي من هذه المادة الأولوية. وكانت زربية ببار بخنشلة ذات الشهرة الكبيرة حاضرة في هذا الصالون بمشاركة الحرفية حولة مسعودة التي عرضت نماذج من هذه الزربية التي تجد متعة كبيرة في حياكتها هي وبناتها وزوجها حسب ما كشفت عنه ل (وأج). ولفت الزوار الذين زاروا المعرض بكثرة انتباه العارضين غلاء أسعار المعروضات التي كان الكثير منها بمثابة التحف لاسيما منها السيراميك والفخار والحلي الفضية وحتى صناعة السلال التي أبهرت الكثيرين بدقتها المتناهية في حين ثمن المشاركون مثل هذه التظاهرات التي تساهم في التعريف بمنتجاتهم والترويج لها.