احتجّ طلبة المدرسة العليا للأساتذة مؤخّرا على ما أسموه ب (الحفرة) و(الظلم) المسلّط عليهم من طرف بعض الأساتذة، خاصّة بعد الحادث الذي أدّى إلى اعتصام زميليهما (إدريس) و(الهادي) منذ الاثنين الفارط أمام مكتب الإدارة التي لم تحرّك ساكنا. أضرب الطالبان عن الطعام منذ ذلك الوقت بعدما قامت الإدارة بوضع حدّ لمسيرتهما الدراسية بمنعهما من الانتقال إلى المستوى الأعلى ومزاولة دراستهما في المدرسة بسبب أن أحدهما كان كثير الغياب عن المحاضرات التي من المفترض أن الحضور فيها ليس إجباريا. والغريب في الموضوع أن الطالب المعني بالأمر (إدريس صدارة) الذي يدرس فيزياء متحصّل على معدل 9.93، والذي يمكّنه من الانتقال إلى السنة الرابعة لأن معدل الإنقاذ في المدرسة هو 9.00، إلاّ أن أستاذا من الأساتذة حال دون ذلك بإعطائه العلامة الإقصائية بحجّة أنه لم يكن يحضر في مادته. وازداد وضع الطالبين سوءا بعد تدهور حالتهما الصحّية، ممّا استدعى نقل قضيتهما إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بطلب إرسال لجنة للتحقيق في هذه القضية وحلّ المشاكل القائمة بين الطلبة وبعض الأساتذة المعنيين، خاصّة بعد دخول الإضراب أسبوعه الثاني دون وجود أيّ تلميحات إلى تسوية وضعيتهما من طرف الإدارة. ولم يقف الموضوع عند هذا الحدّ، بل استنجد (إدريس) و(الهادي) بمكتب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد أن أخذت القضية بعدا إنسانيا، كما أخذت بعدا اجتماعيا أكبر بعد تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك)، خاصّة على موقع المدرسة الذي عرض بعض متتبّعيها صورا للطالبين مكتوب وراءهما (مصيرنا مجهول)، وقد كانت ردود أفعال الطلبة على هذه الصور دليلا على تعاطفهم ومساندتهم لهما، آملين في وجود استجابة لقضيتهما في الأيّام القليلة القادمة من السلطات المعنية بذلك.