أكّد وزير الشؤون الدينية محمد عيسى أمس أن الجزائر ترفض رفضا قاطعا أن تكون جسرا للطائفية، حيث قال: (نرفض أن تكون الجزائر أرضا لمعركة إيديولوجية ليست معنية بها كما هو الحال في الطائفية التي وصلت في بعض البلدان إلى إراقة الدماء)، مشيرا إلى أن صوت الجزائر واضح اتجاه دور النشر التي تروّج لكتب رفضت أن تباع في موطنها الأصلي. أوضح وزير الشؤون الدينية في الندوة الصحفية التي نشّطها بقاعة المحاضرات ب (صافاكس) عقب زيارته لبعض أجنحة معرض الكتاب الدولي في اختتام طبعته ال 19 أن الوزارة تحفّظت على 77 عنوانا من مختلف الدول، مؤكّدا أن هذا التحفّظ ليس له أيّ علاقة سياسية، بل هو رفض ثقافي باعتبار أن هذه العناوين المتحفّظ عنها تفتقد إلى النزاهة العلمية والثقافية، والتي لها علاقة بتسفيه عقل الجزائريين، على حدّ تعبيره. وخلال تجوّله في المعرض اِلتمس عيسى -على حدّ قوله- الرابط القوي بين الإسلام ومعالم الهوية الثقافية الوطنية، أين قال: (وجدنا مؤلّفات في بعض دور النشر خرجت من رحم المسجد وتهتمّ بتاريخ الجزائر مثل ماسينيسا ويوغرطة، تتجسّد في الكلمة الكتابة والأسطوانة والفيلم، وبهذا نجد أن هناك جرأة وشجاعة عند مؤلّفيها تشرح الصدر من خلال تقبّل الفكر والفكر الآخر). وعن معايير الكتب التي تمّ التحفّظ عنها من قِبل اللّجنة القطاعية للوزارة تحت إشراف وزارة الثقافة قال محمد عيسى إنها كتب تروّج لمذاهب وشخصيات تريد أن تحتلّ الصدارة في الثقافة الدينية وتغشّ في الكلام والإسلام بادّعائها التحرّر من الانحياز رغم أنها تفتقد إلى النزاهة العلمية والفكرية والإسلامية، مشدّدا على أن وزارته لا تصادر الكتب، بل تتحفّظ عنها، قائلا: (نحن لا نصادر الكتاب، بل نتحفّظ على العناوين إلاّ أن الكثير منها ستدخل السوق الجزائري بعد المعرض، وما تحفّظنا عليه هو ما يمسّ القارئ الجزائري في قناعاته الدينية والثقافية ويريد أن يقنعه بأن ممارسته الدينية على مدار 15 قرنا كانت انزلاقا). في نفس السياق، أكّد الوزير أن الجزائر لم تطبع مصاحف (البراي) الموجّهة لذوي الاحتياجات الخاصّة لأن النسخ التي طبعت لم تنفّذ بعد وتحمل 6 مجلّدات كاملة للمصحف الكريم كاملا وكانت وزارة الشؤون الدينية قد طبعته بالتنسيق مع ديوان المطبوعات المدرسية، فيما أكّد أن الوزارة تسعى إلى تمكين المساجد من 15 مليون مصحف بعدد الشهداء، فيما يبلغ عدد المساجد 15 ألف مسجدا، مشيرا إلى أنه سيتمّ توزيع 10 مصاحف على كلّ مسجد. وفي ردّ عن سؤال حول المصاحف التي تحمل أخطاء قال عيسى: (لا يجب منح الأخطاء أكثر من حجمها الطبيعي، الذي لا يحفظ القرآن معرّض للخطأ ونجدّد التأكيد بأن دار النشر التي استوردت مصحفا مغلوطا سيتّخذ في حقّها إجراء ردعي بمنعها من رخصة استيراد المصاحف). وفي هذا السياق، كشف الوزير عن طبع هذه الأيّام مصحف جديد يكون الحافظ بجوار المطبعي، كما أن المصحف في الجزائر مطبوع ومترجم إلى اللّغة الأمازيغية، أمازيغي باللّغة العربية وبخطّين أمازيغي ولاتيني. كما رفض محمد عيسى فكرة معرض خاص بالكتاب الديني، مؤكّدا أنه ليس من أنصار معرض خاص بالكتاب الديني لأن المعرض -حسبه- يحمل مصطلحا جديدا يسمّى (المثافقة) وهو احتكاك والتلاقح ولو بالنّظرة والأفكار بين شابّ له اهتمامات في الكتاب الديني وآخر له اهتمام آخر، على غرار الفنّ والسياسة. للإشارة، برمجت وزارة الشؤون الدينية طباعة 10 آلاف نسخة من المصحف الشريف كبير الحجم و200 ألف نسخة من المصحف الشريف متوسّط الحجم و45 ألف نسخة من المصحف المرتّل (سي دي ) للقارئين محمد مفاتلي ورياض آيت حمّو، إلى جانب 20 ألف نسخة من المصحف الموسوعة تلاوة وبرنامج بحث.