شهدت أسعار الأضاحي في عدد من المناطق ارتفاعا جنونيا، عجزت معه الكثير من العائلات الجزائرية البسيطة عن اقتناء أضحية العيد، وهو ما دفع بعض الجزائريين والمشتغلين في مجال بيع المواشي إلى القيام بعرض كباش للبيع بالتقسيط المريح، وعلى مراحل قد تمتد إلى نحو أربع أو خمسة أشهر بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك، وهو العرض الذي لاقى إقبالا واسعا من طرف عدد من المواطنين الذين لم يصدقوا في البداية، ولكنهم وجدوا في العرض وسيلة سهلة ويسيرة لتطبيق سنة إبراهيم الخليل من جهة، ولإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب أطفالهم والتمتع بمذاق اللحوم الحمراء التي هم محرومون منها طوال السنة من جهة أخرى· وفي هذا الإطار، فقد علق صاحب أحد محلات الجزارة بالقرب من السوق البلدي ميلود برنيس بباش جراح لافتة عريضة، دوّن عليها أسعار مختلف أنواع اللحوم، وكذا بقية المستلزمات الأخرى من الأحشاء وغيرها بأسعار تنافسية، غير أن أكثر ما جذب عددا من المواطنين هو عبارة كبش العيد بالتقسيط، حيث اعتقد الكثيرون أن الأمر يتعلق ربما بكبش مذبوح أو على الأقل تخليص ثمن الأضحية على دفعتين، إنما وبعد اقترابنا من العاملين بالمحل، قالوا إن الأمر يتعلق بكبش حي وكامل حسب رغبة كل مواطن من حيث السعر والحجم، ولا يتطلب الأمر إلا بعض الشيكات الممضية حسب سعر الأضحية، بالإضافة إلى نسخة عن بطاقة التعريف الوطنية ومبلغ يقدر ب5000 دج فقط، أما باقي المبلغ فيتم دفعه بالتقسيط المريح، أما بالنسبة لمن لا يملكون شيكات فبإمكانهم الاكتفاء بدفع مبلغ 5000 دج، ونسخة عن بطاقة الهوية، ويتكفل البائع بمهمة إيصال الأضحية إلى غاية منزل الزبون، وهو الأمر الذي أثار دهشة وفضول الكثير من المواطنين، فمنهم من لم يصدق الأمر وارتاب في هذا العرض المغري، ومنهم من اتجه مسرعا للاتفاق مع صاحب المحل على بقية التفاصيل، هذا على الرغم من الحيرة التي بدت على عدد من المواطنين الذين تساءل كثير منهم فيما بينهم عن حكم شراء أضحية العيد بالتقسيط، حيث انقسم البعض إلى القول بجوازه فيما اتجه آخرون إلى الرأي القائل بعدم جواز ذلك، غير أن الجميع اتفق على أنه عرض لا يمكن تفويته خاصة مع الارتفاع الجنوني الذي عرفته أسعار الأضاحي هذا الموسم· من جهة أخرى فإن بعض الفتاوى المتعلقة بالموضوع تقول إن من كان غير واجد للمال الذي يكفي لشراء الأضحية فاشترى أضحيته بالدين المقسط، أو المؤجل، لأجل معلوم، وضحى بها أجزأه ذلك ولا حرج عليه، بل إن من أهل العلم من استحب لغير الواجد أن يقترض لشراء أضحيته، إذا علم من نفسه القدرة على الوفاء· وليس من هذا الباب من كانت عنده سعة من المال، إلا أنه لا يجد السيولة الكافية لشراء الأضحية، فهذا يعتبر مخاطب بالأضحية، لأنه واجد في الحقيقة، وبالتالي فعليه أن يقترض حتى يضحي·