كباش بالتقسيط وأخرى تحمل مواصفات خاصة وموالون ضحية شبكات التزوير والسرقات تشهد هذه الأيام الأسواق والعديد من المناطق السكنية بالإضافة إلى النقاط المخصصة لبيع أضاحي عيد الأضحى المبارك حركية لافتة وإقبال منقطع النظير لعشرات الأولياء من مختلف فئات وشرائح المجتمع مصحوبين في أغلب الأحياء بفلذات أكبادهم من الأبناء الصغار الذين أرادوا التعرف على كواليس اقتناء الأضحية والتحكم في حرية الاختيار، لكن اللافت للانتباه والذي وقفت عليه "النصر" في عديد الأسواق هو أن الإقبال الكبير لأرباب العائلات قابلته موجة غلاء فاحش من طرف الموالين وغيرهم من العارضين لرؤوس ماشيتهم للبيع ، وهو الذي اضطر الكثير من العائلات للجوء إلى التسديد عن طريق التقسيط ، ومعها منح ضمانات للموال صاحب الأضاحي المعروضة . كما تميزت الكثير من مناطق العرض وبحسب المعطيات التي بحوزتنا بتحول أغلب الموالين إلى ضحايا لعمليات النصب والاحتيال من طرف عصابات مجهولة احترفت الإجرام ، والتي يأتي أفرادها في ثوب موالين يبيعون رؤوس ماشية مسروقة في الأصل أو يأتون بمبالغ مالية مزورة بطريقة محترفة ، مما كبّد ويكبد أصحاب الأضاحي خسائر بالجملة ، مع تسجيلنا لاصطحاب الموالين كباشا وخرفانا عرضت للتباهي فقط بتميزها ببعض الخصائص الخلقية الإلهية الفريدة من نوعها. بطاقات الهوية والصكوك ضمانات الدفع بالتقسيط في جولة ليست بالقصيرة عبر عدة أسواق ، التقينا بالكثير من الأولياء ومن شرائح مختلفة، فمنهم العاملون والموظفون ومنهم دون ذلك ، والذين عبر الكثير منهم عن تذمرهم من الأسعار المرتفعة ، وقال آخرون أنها متفاوتة من نقطة بيع إلى أخرى ، وهي الأسعار التي زادتها موجة الأمطار الأخيرة التي شهدتها عديد ولايات الشرق ارتفاعا والتهابا.من بين ارباب العائلات من فضلوا الدخول إلى السوق وطرق عالم المديونية من أجل إدخال البهجة لأبنائهم و رسم البسمة على وجوههم كما قالوا لنا كون الأضحية تقليدا طبع أفراد عائلاتهم ولا يمكنهم أن يحيدوا عنه. ومنهم من رأى غير ذلك وفضل شراء الأضحية عن طريق التقسيط ، وعبر البعض الآخر عن شراء أضحية بما هو بين يديه من أموال وبالقدر الذي يسعه وأفراد عائلته، فالعم (م رمضان) المتقاعد في عقده السادس من العمر أشار في حديثه لنا بأنه وككل عيد يفي بوعده الذي يقطعه أمام فلذات أكباده بشراء أضحية تليق وحجم المناسبة الدينية خالية في الوقت نفسه من كل العيوب والأمراض . أما عن الأسعار فبين بأنه وبالرغم من ارتفاعها بين 2.5 مليون سنتيم وحتى لأزيد من 3.9 مليون سنيتم إلا أنه فضل التسديد نقدا . أما أحد أعوان الأمن بإحدى المؤسسات العمومية والمدعو (ن ز) في العقد الرابع من العمر فارتأى وفي ظل عزفه المنفرد على مستوى مصاريف العائلة المكونة من خمسة أفراد فبين بأنه ونظرا لمعرفته الشخصية لأحد الموالين والفلاحين بمنطقة عين الزيتون جنوب مقر ولاية أم البواقي فضل تسديد أضحية التي قدر ثمنها ب2.7 مليون سنتيم عن طريق التقسيط وعلى مراحل. وعن ظاهرة البيع بالتقسيط التي لم تعرفها أسواق الماشية في المواسم والأعياد السابقة يرى العديد من الموالين الذين التقينا بهم أن العملية ظهرت بارتفاع الأسعار كون أغلب العائلات محدودة الدخل. وهي العملية التي بينوا بأنها تكاد تكون بضمانات ومحصورة في كثير من الأحيان وسط المعارف الشخصية وأقرباء وجيران الموالين. وعلى حدّ قولهم فالزمن والوقت الراهن لا يرحمان فقد يكون من بين المشترين بالتقسيط من يهوى السرقة والإيقاع بالموالين، عن طريق دفع شطر من المبلغ في حال عدم وجود ضمانات والفرار بعدها نحو المجهول. وعن الضمانات التي قد تقدم لهم أشار بعضهم بأن نسخ مصادق عليها من وثائق الهوية تكفي لمتابعة المعني حتى التسديد ، فيما اكتفى آخرون بصك بريدي مشطوب أما الكثيرين فقرروا البيع بالتقسيط فقط للأقربين والمقربين منهم تفاديا لأية مناوشات قد تحدث بعد العيد في حال عدم التسديد.المعوزين من عديد الولايات باتوا هم كذلك ينتظرون صدقات من هنا أو من هناك وحسبهم فالمواسم والأعياد التي خلت كان التصدق عليهم بالأضاحي كاملة ، متوقعين وفي ظل غلاء الأسعار أن تكون حالهم أفضل هذا العيد بتصدق المحسنين عليهم بأعضاء من الأضحية فقط ، غير أن الكثير منهم ألف صدقات اللجان الدينية التي تبرمج لأعمالها الخيرية بالتنسيق مع أصحاب مقاولات ورجال أعمال توزيع عدد من الكباش ورؤوس الماشية على الفئات المعوزة والمحرومة . وهي المبادرات التي انطلقت في احتضانها العديد من المساجد والزوايا المنتشرة في عديد الولايات في عملية تنطلق بالنزول لأرض الميدان وإحصاء الفئات المحرومة والمعوزة التي تتخبط وأفراد عائلاتها في فقر مدقع ، وتهدف لزرع وإدخال البسمة لها حتى لا تكون الفروق الاجتماعية هاجسا يطاردها حتى في المواسم والمناسبات الدينية. كباش وخرفان ليست للبيع لحملها مواصفات خاصة الملفت للانتباه وأنت تتجول في أسواق ونقاط بيع الماشية هو وجود عدد من الخرفان والكباش معروضة للتباهي والافتخار بين الموالين أنفسهم ، وذلك يتجلى من تميزها عن غيرها بروعة بدائع الخالق فنجد في حالات محدودة ونادرة رؤوس ماشية غريبة مثلما الذي عثرنا عليه بدوار أولاد سيدي أونيس بمشتة بئر سراحنة بإقليم مدينة عين فكرون بأم البواقي عند الفلاح بكوش محمد الربيع المدعو الشاوش وهو الذي اكتشف أن من بين رؤوس ماشيته كبش على إحدى أذنيه رقم 80.000 وهو الذي أدخل صاحبه في حالة من الفرح جعله بداية يمتنع عن عرض الكبش للبيع ، وبعدها يقدم على شراء طلاء أخضر ويكتب فوق كل رأس الرقم دون علمه بالمغزى الذي يجهله إلا أننا مازحناه بأن الحكمة من الرقم أن الرأس الواحد ب8 آلاف دينار. من جهة أخرى تقدم أحد الموالين بمنطقة هنشير تومغني ومعه رأس خروف تعجب من بدائع خلقه ، وهو الخروف الذي جاءت عيناه بدل أذناه والعكس فيما لم يحمل الفم بالمطلق . من جانب آخر روى موالون بأن عديد الرؤوس التي تحمل هذه المواصفات أنها ليست للبيع بداية ومن جانب آخر لا يعيش أغلبها ولا يعمر فترة زمنية طويلة ، مثل الذي حصل مع كبش خلق بسنام كالجمل توفي ساعات بعد ولادته إضافة إلى آخر ولد بفم مغلق كليا وكونه كذلك صعب عليه التنفس والرعي وغيرها ليلفظ أنفاسه مباشرة بعد مولده، ومنها من يحمل بين قرنيه لفظ الجلالة وغيرها . عشرات الموالين ضحايا السرقات والعملات المزورة تشير الإحصائيات والأرقام من خلال التقارير التي تعالجها وحدات الضبطية القضائية أن العديد من الموالين ذهبوا ضحايا للشبكات المجهولة المختصة في السطو وسرقة رؤوس الماشية ، والتي تترصد ضحاياها من أصحاب العدد المرتفع من الرؤوس لتجرده منها بطرق احتيالية ، وفي الكثير من الأحيان عن طريق التهديد واستعمال العنف تحت جنح الظلام ، ليتم بعدها تحويل العدد الهائل من الرؤوس المسروقة للبيع والمضاربة في الأسواق وهو الذي رجح عدد من الضحايا أن يكون سبب من أسباب ارتفاع الأسعار. كما عالجت المجموعات الولائية في الكثير من الولايات خاصة منها الشرقية في الفترة الأخيرة عديد القضايا المتعلقة بتفكيك عصابات وشبكات لتزوير العملات المالية خاصة منها الوطنية ومن فئة 1000 دينار وهي العصابات خاصة منها التي لا تزال التحقيقات جارية في شأنها للوصول لها والإطاحة بها والتي أنعشت بورصتها في ظل طرحها لمبالغ مالية مزورة عبر العديد من أسواق الماشية والاستيلاء بعدها على أعداد هائلة من الرؤوس. نجوم الخضر...أفلوا ومن الملاحظات المسجلة أيضا تراجع كذلك المظاهر التي انتشرت في المواسم الدينية وطبعت الأعياد السابقة ، عندما كان إقبال العديد من العائلات أو الفلاحين والموالين على الكباش التي تحمل أسماء لمشاهير ونجوم الخضر الذين صنعوا ملحمة أم درمان بالسودان في إطار التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا ، وذلك بسبب تراجع وتقهقر نتائج المنتخب الوطني في مبارياته الأخيرة في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا ، الأمر الذي أدى إلى أفول أسماء النجوم بأفول نتائجهم فوق الميدان ، وجعل المضحي يعيد قراءة حساباته في هوية الأضحية التي يتقرب بها يوم العيد.