منار قطب أو قطب منار أو منارة قطب إحدى عجائب الأبنية في الهند بل العالم كله، ومن أهم الآثار الباقية إلى اليوم دليل على عظمة الحضارة الإسلامية في الهند، وهي رائعة وتحفة معمارية بكل المقاييس، وأول آثار الحكم الإسلامي في الهند. دلهي عاصمة الإسلام في الهند كانت دهلي -كما سماها المسلمون والتي تعرف الآن باسم دلهي- عاصمة دولة المماليك في الهند (602ه - 689ه/ 1206م - 1290م) التي أسسها قطب الدين أيبك (ت 607ه) وتعرف باسم سلطنة دلهي، ثم أصبحت دلهي مركزًا للسلالات الحاكمة في الهند حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد أضفى حكم المسلمين على دلهي طابعا مميزا وجعلها أكثر جمالا من خلال العمارة الهندية الإسلامية، التي صمدت في وجه أعمال التخريب والتدمير على مر الزمان. بناء قطب منار وبحلول أواخر القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، بنيت باكورة الآثار المعماية الإسلامية في مدينة دلهي وحولها، ومن أشهرها: قطب منار أو منار قطب أو منارة قطب Qutub Minar. يرجع بناؤها إلى السلطان قطب الدين أيبك (602ه/ 1206م _ 607ه/ 1211م) الذي عمل على توطيد سلطان المسلمين في شمال شبه القارة الهندية، فقام ببعض الإصلاحات، ومنها بناء المساجد، وأشهرها: المسجد الكبير في دهلي، والذي يعرف ب (مسجد قوة الإسلام)، وهو من أعظم وأروع المساجد في العالم، ذو منارة سامقة، تسمت باسمه: قطب منار، وهي أفخم بناء من نوعه. وقد بنيت قطب منار على أنقاض حصن لال كوت الذي قام ببنائه راجا برتوي آخر حاكم هندوسي لإمارة دلهي، والذي تغلب عليه قطب الدين أيبك أول حاكم مسلم لمدينة دلهي. حيث بدأ أيبك بناء قطب منار أواخر القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، وكان لا يزال نائبًا عن السلطان شهاب الدين الغوري، لكن البناء لم يكتمل إلا في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي من قبل خلفائه. وقد أراد قطب الدين أيبك من وراء بناء هذه المنارة أو المئذنة أن تكون تخليدًا لذكرى انتصارات المسلمين وبداية حكم إسلامي مجيد في الهند، وأن تكون مئذنة يدعو المؤذنون من فوقها المسلمين إلى الصلاة. وصف قطب منار تعد منارة قطب واحدة من أشهر المقاصد السياحية في دلهي، إلى جانب كونها مثيلة لبرج بيزا المائل في إيطاليا أو برج إيفل في باريس، وهي إحدى مواقع التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو العالمية. تعتبر قطب منار Qutub Minar من أضخم المآذن في المساجد القديمة، وأطول المنارات المبنية من الطوب في العالم، وهي أطول مأذنة في الهند، وثاني أطول المنارات في تاريخ العالم الإسلامي بعد منارة الجيرالدا في أشبيلية (يبلغ ارتفاعها 97.5 مترًا). يبلغ ارتفاع قطب منار 250 قدمًا، أي نحو 75 مترًا، ومحورها من أسفل 47 قدمًا، ومن أعلى 7 أقدام فقط، وقطر قاعدتها يزيد على 15 مترًا، وهي أشبه ما تكون بنصب تذكاري رائع، وكلما ارتفعت فيها ضاق قطرها حتى يصل إلى ثلاثة أمتار فقط. والمئذنة هذه مضلعة تبدو أضلاعها وكأنها أعمدة متلاصقة. وللمنارة ثلاث شرفات للأذان، تقوم كل شرفة منها على مقرنصات بالغ المهندسون في إتقانها وتنميقها. لدى منار قطب 378 درج، والتي تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة والمجهود حتى تبلغ القمة، ومن القمة يمكنك رؤية مدينة دلهي وكأنك تمتلك عيون طائر تشاهد بها جمال المدينة. كما تُحاط قطب منار بحديقة خضراء خصبة ورائعة تعد من أكثر الأماكن المفضلة للسكان المحليين بمدينة دلهي.