كشف الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء لوط بوناطيرو أمس أن الهزّة الأرضية التي ضربت ولاية المدية في حدود الساعة الثانية وربع صباحا بقوة 4.3 درجة على سلّم (ريشتر) شبيهة تماما بزلزال بومرداس وكانت مرتقبة نتيجة نشاط المياه الجوفية الساخنة بالمنطقة نتيجة التباين الحراري المعتبر للأيّام القليلة الماضية بين المعدلات الحرارية الصيفية التي كانت مرتفعة هذا العام ونظيرتها الخريفية. أوضح بوناطيرو في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) أن هذا النّوع من الزلازل يطلق عليه اسم (هزّة رئيسية للأرض) وليس بزلزال كانت مرتقبة لأننا في قلب فصل الخريف وبعد 11 سنة من الأزمة العالمية التي مسّت بومرداس حينها، حيث تمّت الهزّة ليلة الربع الأخير للقمر، أي 22 محرّم 1436 على شاكلة زلزال بومرداس، وهو ما يفسّر قوّتها المقدّرة ب 4.5 درجة على سلّم (ريشتر) وحدّد موقعها على محور الأخضرية-حطاطبة-البروافية، أي 11 كلم جنوب شرق مدينة تابلاط. وأرجع بوناطيرو سبب النشاط الزلزالي إلى نشاط المياه الجوفية الساخنة بالمنطقة نتيجة التباين الحراري المعتبر للأيّام القليلة الماضية بين المعدلات الحرارية الصيفية التي كانت مرتفعة هذا العام ونظيرتها الخريفية، والتي أدّت إلى سقوط أمطار معتبرة في وقتها، حيث تفسّر الظاهرة علميا بعودة بعض المياه إلى باطن الأرض والبعض الآخر إلى البحار والسدود... الخ. وكشف الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء أن منذ هزّة بولوغين في 01 أوت الماضي شهدت الجزائر نشاطا زلزاليا مكثّفا، منه 10 هزّات متفاوتة الخطورة، 7 منها في المحيط المتيجي للعاصمة، وهذا لارتباطه مع دورة 11 سنة للنشاط الشمسي منذ 2003، حيث بلغت الشمس ذروة نشاطها النووي، ويحدث هذا الأمر كلّ 11 سنة، ما جعل سنة 2014 تشابه 2003، حيث تمّ تسجيل انفجارات شمسية ل 03 أيّام متالية شهر أكتوبر الماضي. وبخصوص إمكانية صعود هذا النشاط الزلزالي في الجزائر والعالم أكّد بوناطيرو أن المراقبة اليومية المستمرّة للعوامل الجيوفزيائية للأرض والمتسبّبة في تكوين ظاهرة الزلازل هي الطريقة الوحيدة والكفيلة التي تمكّننا من التنبّؤ بهكذا نشاط محتمل، موضّحا أنه إلى حد الساعة لا يجد أيّ تصاعد في هذه العوامل ما عدا طبيعة السنة التي سبق وأن ذكر أنها قابلة للنشاط الجيوفزيائي للأرض. ب. حنان