الصراعات تدخل أطفال سوريا عالم (العبودية) أظهر مؤشّر عالمي عن العبودية المعاصرة أن قرابة 36 مليون شخص حول العالم يرزحون تحت وطأة العبودية، حيث يرغمون على أداء أعمال يدوية في المصانع والمناجم والمزارع أو يباعون للعمل في بيوت الدعارة أو يستعبدون سدادا لدين أو يولدون لأسرة من العبيد. صعدت قطر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى في قائمة الترتيب لتصبح ضمن الدول العشر الاولى من حيث معدلات انتشار للعبودية في المؤشر العالمي للعبودية لعام 2014 وهو ثاني مسح سنوي من نوعه ونشرت نتائجه الاثنين. وفيما يلى بعض الحقائق المهمّة عن الدول العشر التي يوجد بها أعلى معدلات انتشار للعبودية نسبة إلى عدد السكان وفقا للمؤشر الذي تتولّى إعداده مؤسسة (ووك فري) وهي جماعة حقوقية مقرّها أستراليا. 1 - موريتانيا يقدّر عدد العبيد في البلد الواقع بغرب إفريقيا بنحو 155600 شخص أي أربعة في المئة من السكان، حيث يشيع انتقال صفة العبودية من جيل إلى آخر وفقا للمؤشّر. ومعظم من يتمّ استعبادهم في موريتانيا هم من البربر السود، وعادة ما يرعى الرجال والأطفال المستعبدون الإبل والأبقار والماعز أو يجبرون على العمل في الحقول، أمّا النّساء المستعبدات فتجبرن على القيام بالأعمال المنزلية مثل جلب المياه وجمع الحطب وإعداد الطعام والاعتناء بأطفال أسيادهم. وفي العام المنصرم تبنّت الحكومة الموريتانية خطة عمل أوصت بها المقرّرة الخاصة المعنية بأشكال الرق المعاصرة التابعة للأمم المتّحدة ووافقت على تأسيس محكمة خاصة لنظر قضايا العبودية ضمن إجراءات أخرى. 2 - أوزبكستان يرزح نحو 1.2 مليون شخص، أي 3.97 في المائة من السكان في هذا البلد الواقع بآسيا الوسطى تحت وطأة العبودية المعاصرة، لا سيّما خلال موسم حصاد القطن السنوي. وعلى مدى عقود أجبرت أوزبكستان الأطفال والبالغين على العمل للوفاء بحصص القطن التي تفرضها الدولة. وتراجع عدد الأطفال الذين يعملون في حقول القطن خلال عام 2013، لكن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاما لايزال يتوقّع منهم (التطوّع) للعمل في الحصاد مالم يكونوا قادرين على دفع رسوم إعفاء. وهناك تقارير عن أشخاص يمنحون كمّيات محدودة من مياه الشرب رغم درجات الحرارة المرتفعة ويجبرون على رشّ مواد كيماوية دون تدريب ملائم أو معدات وقائية. 3 - هايتي يرزح نحو 237700 شخص، أي 2.3 في المائة من سكان هايتي تحت نير العبودية غالبا كنتيجة لإرسال الأطفال الفقراء من المناطق الريفية للعمل مع أقارب أكثر ثراء أو معارف للأسرة، وعادة ما يواجه الأطفال المستعبدون السخرة والإساءات الجسدية والجنسية واللفظية في بيوتهم الجديدة. ورغم أن الأطفال يمثّلون معظم ضحايا العبودية المعاصرة في هايتي إلاّ أن البالغين يتعرّضون أيضا للاستغلال الجنسي والسخرة في أعمال الزراعة والبناء. 4 - قطر يوجد في قطر -موطن أعداد كبيرة من العمال الوافدين معظمهم من جنوب وجنوب شرق آسيا- نحو 29400 مستعبد أي نحو 1.4 في المئة من سكانها. ويقول التقرير إن العمال المهاجرين يتعرّضون لممارسات ربما ترقى إلى حدّ السخرة والاستعباد المنزلي مثل ابتزازهم لدفع رسوم مقابل التوظيف ومصادرة جوازات سفرهم بشكل غير مشروع والامتناع عن دفع أجورهم وإجبارهم على العمل لساعات طويلة، بالإضافة لتعرّضهم للإساءة الجسدية والجنسية من أصحاب العمل. وبسبب الإقبال على استقدام العمالة الرخيصة قبل كأس العالم لكرة القدم عام 2022 تتعرّض الحكومة لضغوط دولية للتعامل مع تقارير بشأن الأوضاع الاستغلالية. 5 - الهند يوجد في الهند ما يقدر بنحو 14.3 مليون شخص مستعبد، أي أعلى من أيّ بلد آخر في العالم، ويشكّل هذا الرقم 1.1 في المائة من السكان. ويتأثّر أفراد الطوائف الدينية الأدنى والقبائل والأقليات الدينية والعمال الوافدون أكثر من غيرهم بالعبودية المعاصرة التي تتجسّد في قطاعات أفران الطوب ونسج السجاد والتطريز وغيرها من صناعات المنسوجات إلى جانب الدعارة القسرية والتعدين والزراعة والخدمة في المنازل وعصابات التسوّل المنظم. ويشيع العمل بالسخرة في البلد الذي يسكنه 1.25 مليار نسمة وتستبعد فيه عائلات على مدى أجيال. 6 - باكستان يخضع 2.06 مليون شخص، أي 1.1 في المائة من سكان باكستان للعبودية. وعبودية الديون هي أكثر أشكال العبودية المعاصرة شيوعا في باكستان وينظر إلى إقليمي البنجاب والسند على أنهما بؤرتان للعمل بالسخرة في صناعة الطوب والزراعة ونسج السجّاد. ومن بين عشرة ملايين طفل عامل في باكستان تتراوح أعمار 3.8 مليون، منهم بين خمسة و14 عاما ويستغلّ كثير منهم في تجارة الجنس التي شهدت ارتفاعا في عدد الضحايا الأطفال. 7 - جمهورية الكونغو الديمقراطية يقدّر عدد المستعبدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنحو 762900، أي 1.1 في المائة من عدد السكان. ويعمل عدد كبير من الرجال في المناجم في هذا البلد الغني بالموارد ويقعون تحت طائلة عبودية الديون ويضطرّون إلى الاقتراض من أصحاب العمل لشراء المعدات اللازمة للعمل في المناجم، بالإضافة إلى دفع ثمن الطعام والمسكن. ويقدّر عدد الجنود الأطفال في العالم بنحو 300 ألف واحد من كلّ عشرة منهم من الكونغو، وكثيرا ما يتعرّض هؤلاء للخطف ويجبرون على الانضمام إلى جماعات مسلّحة. ويشيع الزّواج القسري وزواج الأطفال عند بعض المتمرّدين الذين يتخذون النّساء والفتيات زوجات لهن باغتصابهن. 8 - السودان يخضع نحو 1.1 في المائة من سكان السودان، أي ما يقدّر بنحو 429 ألف شخص للعبودية. وتتضمّن العبودية المعاصرة في السودان استغلال النّساء والأطفال في الأعمال المنزلية واستغلالهن في تجارة الجنس وتزويج الأطفال قسرا. ووردت تقارير متزايدة عن بيع طالبي اللّجوء واللاّجئين من أريتريا لمهرّبين مصريين من قِبل جماعات سودانية. ويقول التقرير إن المهرّبين كثيرا ما يعذّبون ضحاياهم للحصول على مبالغ كبيرة من المال من أقارب الضحايا. 9 - سوريا يوجد في سوريا نحو 258200 مستعبد كثيرون منهم من الأطفال الذين جنّدتهم قوات الحكومة وجماعات المعارضة المختلفة التي تعمل في البلاد. ومع استعار الحرب الأهلية بيعت الفتيات السوريات كزوجات أو أجبرن على الزّواج أو تمّ استغلالهن في تجارة الجنس. واضطرّ كثير من الأطفال السوريين اللاّجئين إلى ترك المدرسة للعمل مع عائلاتهم في حصاد البطاطس (البطاطا) والزيتون والموز في الدول المجاورة. وفي عام 2013 جرّمت الحكومة تجنيد الأطفال واستغلالهم من قِبل الجماعات المسلّحة، لكن لم يتّضح بعد إن كان قد تمّ انتشال أيّ طفل من هذا الوضع. 10 - جمهورية إفريقيا الوسطى يرزح نحو 52200 شخص في جمهورية إفريقيا الوسطى تحت وطأة العبودية ويجبر كثير من الضحايا على العبودية الجنسية وزواج الأطفال والقتال المسلّح، وهناك تقارير عن استخدام ستة آلاف طفل في الصراع، كما يتمّ أيضا خطف الأطفال للعمل بالسخرة والتجنيد القسري من جماعة جيش الرب للمقاومة الأوغندية المتمرّدة التي انتقلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، كما وردت تقارير عن العمل بالسخرة وعمالة الأطفال في مناجم الذهب والألماس في البلاد.