الرجال ناقمون على الظاهرة كان يعرف على المرأة الجزائرية قديما الحياء والحشمة، فقد كانت هذه الأخيرة لا تخرج من منزلها دون سبب يذكر وإن خرجت لابد أن تكون مرفقة بزوجها أو حماتها، ولكن اليوم أصبحت الجزائرية تتمتع بحرية أكثر مما كانت عليه من قبل فقد أصبحت تدخل وتخرج كيفما تشاء، ولكن حريتها على ما يبدو قد بدأت تتعدى الخطوط الحمراء لأنَ الشابات اليوم أصبحنَ يشاركنَ الرجال حتى في الجلوس بالمقاهي أمام الملأ دون حياء. عتيقة مغوفل بنات اليوم سابوا لاليبرتي ، واحدة من العبارات التي يرددها الشباب كثيرا على مسامع الفتيات، وهو الأمر الذي لا تتقبله العديد منهنَ بحجة أننا في عصر التطور والازدهار وأصبحت للمرأة فيه نفس حرية الرجل، بل أبعد من هذا فقد أصبحت تستغل النساء هذه الحرية في ممارسة نفس المهن التي يمارسها أخيها الرجل، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت تضرب مواعيد لصديقاتها ببعض مقاهي العاصمة، مثلما يفعل الشباب تماما، وبما أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري قمنا بجولة إلى إحدى المقاهي حتى نقابل تلك النسوة الجالسات هناك، ونرصد من جهة أخرى أخيها الرجل في الموضوع. مقاهي العاصمة مكان لمواعيدهن كانت الساعة تشير إلى حدود الواحدة والنصف بعد الزوال، حين قمنا بجولة خاطفة إلى قلب العاصمة الجزائرية وبالتحديد إلى شارع موريس أودان، بالضبط بمحاذاة مقر الجامعة المركزية بن يوسف بن خذة، توجد هناك مقهى يتردد عليها الكثير من الناس بحكم موقعها الاستراتيجي فالمار من أمامها يلاحظ العديد من الزبائن داخلون وخارجون منها، لكن الجديد في الأمر هذه المرة تواجد العديد من الشابات يجلسن في جماعة في المقهى، الأغرب من هذا أنهن كن جالسات على تلك الطاولات الخارجية للكافيتيرا غير آبهات بالمارة من هناك، ففي الثقافة الجزائرية أن الرجال هم من يجلسون في مثل تلك الأمكنة وعلى تلك الطاولات ولكن المشهد هذه المرة تغيَر بالكامل، فمن الجنس الخشن إلى الجنس اللطيف، بقينا من بعيد نراقب سلوكهن وهن جالسات جلسة الأوروبيات في أكبر العواصم والمدن فمظهرهنَ كان دخيلا على الثقافة والمجتمع الجزائري ككل، أمام كل واحدة منهن فنجان قهوة أو شاي، وهناك من فضلت عصيرا باردا، كن يتبادلن أطراف الحديث بكل ارتياح وكأنهن قابعات في المنازل والناس ذاهبون وراجعون من حولهنَ وقد كانت الأمور تبدو عادية جدا لهنَ، مع أنه كان غريبا بالنسبة لنا. لا عيب في ذلك ما دمنا لا نؤذي أحدا بصراحة عجبنا مما رأينا فتقدمنا شيئا فشيئا، من هؤلاء الشابات اللائي كنَ جالسات هناك حتى نتعرف على الأسباب التي دفعتهن إلى الجلوس في تلك الأمكنة مثل الرجال عوض الالتقاء في المنازل، وكانت مريم صاحبة 25 ربيعا أول من تحدثنا إليها، كانت هي الأخرى جالسة رفقة إحدى صديقاتها في إحدى الطاولات يحتسينَ القهوة وينظرن في الذاهب والراجع، سألناها لم اختارت هذا المكان للجلوس فيه فقالت إنه المكان الممتاز حتى تتمكن من لقاء زميلتها فيه، فهي طالبة بالجامعة المركزية وصديقتها بكلية دالي إبراهيم للاقتصاد والتسيير تلتقيان معا في هذه الكافيتيريا دائما لتتبادلا أطراف الحديث، عوض أن تذهبا أي منهما إلى منزل الثانية ففي ذلك مضيعة للوقت والجهد أيضا، لذلك جعلتا من المقهى مكانا لتبادل أطراف الحديث، سألنا مريم مرة أخرى هل تجد حرجا في الجلوس في المقهى بعدما كان مكانا حكرا على الرجال فقط، فأجابت أن هذا تخمام بكري ، لأن المرأة اليوم أصبحت حرة تجلس أين تشاء المهم أن لا تقوم بأعمال مخلة بالحياء وفقط. رأي الرجال بعدما رصدنا رأي بعض الفتيات اللائي يترددن على المقاهي، أردنا أن نعرف رأي الرجال في الموضوع، لذلك قمنا بسؤال بعضهم وكان أول من سألنا نسيم صاحب 32 ربيعا، عامل بإحدى المؤسسات بالعاصمة، حين سألناه عن الموضوع شعر بنوع من النرفزة لذلك كان حادا قليلا في إجابته على سؤالنا فقال اليوم بعض النساء ابتعدن عن الحياء بعدما كن معززات في منازلهن، أصبحن اليوم يمشين في الشوارع دون قيود،أين نذهب نجدهم في العمل، في الشارع، في الحافلات، واليوم أصبحن يجلسن في المقاهي وهي الطامة الكبرى فقد أصبحن سلعا سهلة العرض والمنال لضعاف النفوس من الرجال، وكل هذا راجع لغياب الوازع الديني في المجتمع الجزائري، فلو أن كل رجل أجبر نساءه على البقاء في المنازل، مثلما قال الله عز وجل وقرن في بيوتكنًَ ، لما وصلنا للحال الذي نحن عليه اليوم . بعد نسيم قابلنا رضوان صاحب 27 ربيعا، سألناه هو الآخر عن موضوعنا فرد علينا قائلا هذا الأمر ليس بجديد علي فمنذ مدة لمحت هذه الظاهرة، ولكني لم أستغربها فبعض الفتيات كسرن كل حواجز الحياء والحشمة التي عهدناها في السنوات الماضية وأردن الحرية ليتمتعنَ بها، فما بيد الرجل أن يفعله لها، خصوصا أنَ المشرع الجزائري اليوم أصبح يحمي المرأة بطريقة غريبة جدا وجائرة في حق الرجل فالمواد القانونية اليوم تحميهن وتظلم الرجل فمن تجرأ على محاسبة زوجته ستأخذه إلى السجن بالتأكيد.