تعيش أزيد من 15 عائلة بإحدى منحدرات الزغارة ببولوغين بالعاصمة الرعب والهلع بسبب انزلاق التربة وتساقط الأحجار الذي يهدد حياتهم كل لحظة سيما بسبب الرياح الأخيرة، فضلا عن إقامتهم بغرف لا تتعدى مساحتها متر مربع في وضعية معيشية جد مأساوية دون أن تلتفت إليها السلطات المحلية أو حتى تكلف نفسها عناء الوقوف على وضعها الكارثي. ناشدت العائلات المقيمة ب (غرف شبيهة بالقبور) بالزغارة مطالبها للسلطات المحلية قصد انتشالهم من الوضعية الكارثية والقاسية التي تتخبط فيها منذ أكثر من 20 سنة دون أن يوضع حد لمشكلتها التي باتت هاجسا نغص عليهم حياتهم وحولها مع مرور السنين إلى جحيم وكابوس حقيقي، وما زاد من استيائها عدم تدخل السلطات الوصية للوقوف على المعيشة الكارثية التي يعيشونها في ذلك المكان الذي يفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة لا غاز ولا ماء ولا قنوات صرف المياه، وحتى الكهرباء تم إيصالها بطريقة عشوائية تم جلبها من عند الجيران، والتي تسببت عدة مرات في إحداث شرارة كهربائية كادت أن تحدث كارثة في الأيام الأخيرة بسبب تساقط الأمطار، والتي تتسرب مياهها إلى كامل الغرفة نتيجة تصدعات الجدران والتشققات البليغة التي تعرفها السكنات، فضلا عن الرطوبة العالية التي تساهم بشكل كبير في معاناة العائلات التي تضطرها الظروف إلى رفع مستلزماتها وأفرشتها أما فوق طاولة أو الخزانة و-يقول- السيد كمال إنه كان يقيم رفقة عائلته وبسبب الضيق الشديد وتزايد عدد أفراد العائلة اضطر الخروج ليستقل رفقة عائلته بهذا المنحدر منذ سنوات رفقة بعض السكان المقيمين بدورهم في سكنات شبيهة بالزنزانات، ومنذ ذلك الوقت وهم يعيشون حياة صعبة للغاية. وحسبهم فإن السلطات المحلية سبق وأن وعدتهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة، إلا أن لا شيء من هذا القبيل تحقق لغاية كتابة هذه الأسطر. ولا يختلف وضع منزل كمال عن العائلات الأخرى كلها بمقاييس انجاز بيت خم الدجاج نظرا للضيق الذي يميزها، وتراكم الأثاث ومستلزماتها مما يجبر أبنائهم قضاء فترة طويلة خارج المنزل كما ويقول هذا الأخير أي حياة نعيشها في ظل هذه الظروف المزرية إننا لا نشعر أبدا إننا بشر ونحيا بلا معنى داخل هذه الجحور والوضعية المتردية التي طال أمدها فلا حماية من البرد والرياح العاتية بالإضافة إلى انزلاق التربة والسيول التي تجرف الأوحال التي تحول المكان ليتحول المكان إلى مستنقعات من المياه العكرة والموحلة فضلا عن الروائح الكريهة التي تنجر عن المفرغات المتواجدة بأمتار عن منازلنا بسبب تعذر دخول شاحنات النظافة الى هذا الجبل على -حد تعبيرهم-، ويضيف محدثونا: ناهيك عن مختلف الأمراض المزمنة التي أصابت العديد من السكان خصوصا الأطفال والرضع على غرار الربو والحساسية بالإضافة الى الحالات النفسية التي زادت الأوضاع تدهورا. وأمام هذه الأوضاع المزرية تناشد هذه العائلات التدخل الفوري للسلطات المعنية على رأسها والي العاصمة زوخ لانتشالها من الوضع الكارثي والخطر المتربص بحياتهم بسبب انزلاق التربة وتساقط الأحجار.