تعيش حوالي 350 عائلة بأعالي منطقة سيدي الكبير ببلدية الرايس حميدو بالعاصمة منذ أكثر من 18 سنة، في سكنات شبيهة بخم الدجاج لا تتعدى مساحة الغرف بها أربعة أمتار وبين أحضان البؤس والشقاء وحياة معيشية صعبة للغاية تنعدم فيها أدنى ظروف العيش الكريم بعيدة كل البعد عن أنظار المسؤولين المحليين الذين لا يعرفون طريق الى الحي إلا في موعد الانتخابات، حيث لم يكلفوا أنفسهم يوما تفقد تلك العائلات البائسة والمنسية والوقوف على حجم الوضع المزري الذي تتخبط فيه منذ سنوات طويلة. تستغيث تلك العائلات التي تجاور مختلف الحيوانات كالقوارض والأفاعي والقاطنة في غرف شبيهة بالمغارات بإحدى المنحدرات بأعالي سيدي الكبير بالسلطات المحلية قصد انتشالها من الوضعية الكارثية القاسية التي وصفوها بالميزيرية، حيث تتخبط في معاناة وصراع دائم سواء من انزلاق التربة الذي يهدد حياتهم أو من تردد الخنازير والثعابين المكان كون تواجد الموقع الفوضوي بمحاذاة غابة بوزريعة رغم ذلك، إلا أن السلطات غائبة تماما ولا تعرف أي تدخل يذكر رغم نداءات المواطنين ومطالبة هؤلاء للوقوف على حجم المعاناة والحياة المعيشية البدائية التي يصارعونها في هذه الجحور التي سماها قاطنوها بكل المسميات جراء أزمة الضيق وتردي وضعية السكان بداخلها نظرا لافتقارها لأدنى ضروريات العيش الكريم ، فلا غاز ولا ماء ولا قنوات صرف المياه وحتى الكهرباء تم إيصالها بطريقة عشوائية تم جلبها من عند الجيران وتسببت عدة مرات في إحداث شرارة كهربائية كادت أن تودي بحياتهم لاسيما في الأيام الأخيرة التي عرفت تساقط أمطار بكميات معتبرة وفصل الشتاء عامة، حيث تتسرب فيه مياه الأمطار إلى كامل السكنات نتيجة تصدعات الجدران والتشققات البالغة التي تعرفها الغرف، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تساهم بشكل كبير في معاناة العائلات التي تضطرها الظروف إلى رفع مستلزماتها وأفرشتها فوق الطاولات. ويقول السيد عادل .ي إنه كان في السابق يقيم في باب الوادي رفقة عائلته لكن بعد زواج شقيقه الأكبر وبعد تزايد عدد أفراد العائلة كثرت المشاكل بسبب الضيق لذا أراد أن يستقل رفقة عائلته ليجد نفسه مقيما في غرفة شبيهة بالكهف ورغم إيداعه لعدة ملفات خاصة بسكن اجتماعي، إلا أنه لم يستفد لحد الساعة -حسبه- منذ ذلك الوقت وهو في جحيم حقيقي بكل ما تحمله المعاني وواقع مر نتيجة الوعود المتتالية للسلطات البلدية الذين لا يتطلعون على الوضعية المزرية التي تعيشها تلك العائلة وكل العائلات المقيمة بذات الحي. لا يختلف بيت السيد عادل أو بالأحرى الغرفة عن خم الدجاج، نظرا للضيق وتراكم الأثاث ومستلزماته، مما يدفع بأبنائه البقاء في الشارع يوما كامل خصوصا البطالين، ويقول هذا الأخير نضطر للخروج عند تغيير أي منا ملابسه ، وقالت زوجته إننا نعيش حياة حيوانية لا معنى لها في ارض العزة والكرامة.. أيعقل ونحن في الألفية الثالثة نقطن بيت مشيّد من الزنك؟، لا وقاية فيه ولا حماية من البرد ولا من قر الحرارة بالإضافة إلى تدفق المياه القذرة لسكان البنايات المحاذية ليتحول المكان إلى مستنقعات من المياه القذرة والروائح الكريهة. وفي نفس السياق تقول زوجته إن أطفالها أصيبوا بمختلف الأمراض المزمنة كالربو والحساسية فضلا عن الحالة النفسية لأبنائها بعد تنقلهم إلى هذا المكان منذ سنوات طويلة بالإضافة إلى تراجع مستواهم الدراسي نظرا للحالة المأساوية والمزرية التي يراجعون فيها دروسهم، وتقول أن العاصمة شيعة بلا شبعة ، ويضاف إلى جملة المشاكل انتشار القوارض والجرذان التي تغزو المكان وتتقاسم معهم شبه المنزل على حد تعبيرها، الأمر الذي زاد من تردي أوضاعهم ونغص عليهم راحتهم إنه فعلا واقع مأساوي وقفت عليه (أخبار اليوم) أثناء زيارتها لمنزل تلك العائلة، وقد حملتنا العائلات المقيمة بسكنات فوضوية بسيدي الكبير مسؤولية رفع ندائها عبر هذا المنبر الاعلامي علها تصل مسامع السلطات العليا في البلاد والقيام بترحيلها الى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.