تعيش بغرفة ضيقة منذ أزيد من 18 سنة عائلة الهادي بالأبيار تفتك بها الأمراض وتحاصرها المخاطر تتواصل معاناة عائلة محمد الهادي المتكونة من ستة أفراد بشارع 25 سالياج القصديري، المتواجد على مستوى حي الطقارة ببلدية الأبيار منذ أكثر من 18 سنة بغرفة لاتتعدى مساحتها المتر المربع في وضعية معيشية جد كارثية دون أن تلتفت إليها السلطات المحلية أو حتى تكلف نفسها الوقوف على وضعها العصيب الذي يهدد العائلة، حيث تتقاسم المكان مع مختلف الحيوانات الضارة، ناهيك عن انزلاق التربة الذي يهدد حياتها فضلا عن تسرب المياه القذرة من العمارات التي تمر قنواتها عبر الحي المذكور. ناشدت عائلة الهادي المقيمة بغرفة شبيهة بالإسطبل بشارع سالياج بطقارة تدخل السلطات المحلية قصد انتشالهم من الوضعية الكارثية والصعبة التي يتخبطون فيها منذ أكثر من 18 سنة دون أن يتدخل المسؤولون أو حتى الوقوف على المعيشة الحيوانية التي يصارعونها في هذا القبر الذي يفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة، لاغاز ولاماء ولا قنوات صرف المياه وحتى الكهرباء تم إيصالها بطريقة عشوائية تم جلبها من عند الجيران والتي تسببت عدة مرات في إحداث شرارة كهربائية كادت أن تسبب كارثة في الأيام الأخيرة بسبب تساقط الأمطار والتي تتسرب مياهها إلى كامل الغرفة نتيجة تصدعات الجدران والتشققات البالغة التي تعرفها الغرفة، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تساهم بشكل كبير في معاناة العائلة التي تضطرها الظروف إلى رفع مستلزماتها وأفرشتها إما فوق الطاولة أو الخزانة. ويقول السيد الهادي إنه كان يقيم رفقة عائلته بنفس الحي وبعدما كبر الأبناء وازداد عدد أفراد العائلة لم يعد البيت يسع إيواء كل أفراد العائلة لذا لم يجد حلا أمامه سوى اللجوء إلى بناء بيت فوضوي بالشارع المذكور رفقة بعض السكان المقيمين بدورهم في سكنات شبيهة أيضا بخم الدجاج أو الإسطبلات، وكل هذا حسبه بسبب أزمة السكن والضيق، ومنذ ذلك الوقت وهم يعيشون حياة بلا معنى على حد تعبيره ودوامة حقيقية، ومازاد من معاناتهم واستيائهم الوعود المتتالية لأعضاء البلدية الذي يتطلعون للوضعية المزرية التي تعيشها تلك العائلة وكل العائلات المقيمة بذات الشارع. ولا يختلف بيت السيد الهادي أو بالأحرى الغرفة عن خم الدجاج نظرا للضيق الذي يميزها، وتراكم الأثاث ومستلزماتها مما يدفع أبناءه إلى التسكع بالشوارع طول النهار، فضلا أنه في حالة تغيير ملابسهم يضطر لإغماض أعينهم، وحسب زوجته أي حياة نعيشها في ظل هذه الظروف القاسية والصعبة تحت وطأة بيت مشيد من الزنك لا وقاية فيه ولا حماية من البرد والرياح العاتية، بالإضافة إلى تدفق المياه القذرة لسكان العمارات المحاذية ليتحول المكان إلى مستنقعات من المياه العكرة والروائح الكريهة. وفي هذا السياق يقول السيد الهادي إن زوجته أصيبت بعدة أمراض مزمنة ومختلفة، كما أصيب أبناؤها بتعقيدات كالربو والحساسية مباشرة بعد تنقلهم إلى هذا المكان منذ سنوات طويلة، في حين تراجع أداؤهم الدراسي نظرا للحالة المأساوية والمزرية التي يراجعون فيها دروسهم، وتضيف السيدة أن حياتهم أصبحت بلا معنى أو أمل خصوصا بعد ترحيل معظم القاطنين بالبيوت القصديرية على مستوى العاصمة ليبقون في ترقب دائم لإخراجهم من هذه الوضعية التي وصفتها بالقاتلة.. وعليه ترفع عائلة الهادي استغاثتها للسلطات الوصية في البلاد لترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.