تعيش عائلة حاجي المتكونة من خمسة أفراد بحي عين الزبوجة بالعاصمة منذ أكثر من 40 سنة بغرفة ضيقة شبيهة بالزنزانة في وضعية معيشية كارثية، ناهيك عن الأمراض المزمنة التي تفتك بالعائلة خصوصا الأطفال الصغار والرضع جراء طبيعة المكان والرطوبة العالية التي غطت الجدران باللون الأخضر، هذا فضلا عن تسرب مياه الأمطار إلى كامل الغرفة جراء التشققات البليغة والتي انجر عنها تناثر أجزاء معتبرة من الجدران بسبب التقلبات الجوية والكوارث الطبيعية المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة دون أن تلتفت إليها السلطات المحلية أو حتى تكلف نفسها عناء الوقوف على وضعها المؤسف· تحدثت إلينا زوجة هذا الأخير بلهجة تهكمية واستياء كبير أمام صمت السلطات وعدم مبالاتها من الوضع المأساوي الذي تواجهه في هذا المكان الشبيه -حسبها- بكوخ لا يليق كمكان للعيش لا تتوفر فيه أدنى ضروريات الحياة الكريمة خصوصا بحلول فصل الشتاء، حيث يستلزم الدفء، في حين تضيف السيدة (نحن نسبح في برك مياه الأمطار لاسيما في التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها الجزائر التي أدت إلى إتلاف كل أثاث المنزل مما أجبرهم على قضاء ليالي في العراء، الأمر الذي أدى إلى تدخلات الحماية المدنية خصوصا بعد عملية انزلاق التربة التي شهدتها المنطقة والذي كاد يؤدي بالعديد من العائلات إلى الهلاك، خصوصا العائلة المذكورة كون تواجد منزلها المتكون من غرفة واحدة يقع على حافة المنحدر، صرخت عائلة ميجاوري (أين السلطات التي لا تعرفنا إلا في الانتخابات بوعودها تجرنا إلى صناديق الاقتراع وبعد تحقيق أمانيها تضرب مصالح وانشغالات المواطنين عرض الحائط وإلى أبعد الحدود ترفض استقبالنا كما هو حاصل الآن، في حال رفع شكاوينا وانشغالنا ترفض سلطات بلدية الأبيار استقبالنا، وعبر هذه الصفحات ترفع هذه العائلة انشغالها إلى السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية وتستغيث أنقذونا نحن على مقربة من الموت داخل بيت تعرضت فيه كل العائلة إلى تعقيدات صحية)· ناشدت عائلة حاجي المقيمة بغرفة شبيهة بالجحر بعين الزبوجة بالأبيار تدخل السلطات المحلية قصد انتشالهم من الوضعية الكارثية والصعبة التي يتخبطون فيها منذ أكثر من 40 سنة دون أن يتدخل المسؤولون أو حتى الوقوف على المعيشة القاسية التي يصارعونها في هذا المكان الذي يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة، لا غاز ولا ماء ولا قنوات صرف المياه وحتى الكهرباء تم إيصالها بطريقة عشوائية تم جلبها من عند الجيران والتي تسببت عدة مرات في إحداث شرارة كهربائية كادت أن تحدث كارثة في الأيام الأخيرة بسبب تساقط الأمطار والتي تتسرب مياهها إلى كامل الغرفة كما سبق ذكره، وكذا الرطوبة التي تساهم بشكل كبير في معاناة العائلة التي تضطرها الظروف إلى رفع مستلزماتها وأفرشتها إما فوق طاولة أو الخزانة· ويقول السيد حاجي إنه كان يقيم رفقة عائلته المقيمة في سكنات شبيهة أيضا بخم الدجاج أو الإسطبلات ونظرا لتزايد عدد الأفراد وضيق المكان اضطر لبناء البيت المتكون من غرفة، ومنذ ذلك الوقت وهو وعائلته يعيشون في معاناة ودوامة حقيقية، إنه واقع مر نتيجة تلك الوضعية المزرية التي تعيشها تلك العائلة وكل العائلات المقيمة بذات الحي المذكور· ولا يختلف بيت السيد حاجي أو بالأحرى الغرفة عن خم الدجاج نظرا للضيق الذي تعرفه وتراكم الأثاث ومستلزماتها مما يدفع أبناءه الهروب إلى الشارع طول النهار، ويقول هذا الأخير (نضطر للخروج أو إغماض أعيننا عند تغير أي منا ملابسه، أي حياة نعيشها في ظل هذه الظروف القاسية والصعبة تحت وطأة بيت مشيد من الزنك لا وقاية فيه ولا حماية من البرد والرياح العاتية، بالإضافة إلى تدفق المياه القذرة بعد انسداد قنوات الصرف الصحي المشيدة بطريقة بدائية أين يتحول المكان إلى مستنقع من المياه العكرة والروائح الكريهة)· وفي هذا السياق تقول زوجة السيد حاجي إن زوجها أصيب بعدة أمراض مزمنة ومختلفة، كما أصيب أبناؤها الخمسة خصوصا الرضيع بتعقيدات كالربو والحساسية المفرطة مباشرة بعد تنقلهم إلى هذا المكان منذ سنوات طويلة، في حين تراجع أداؤهم الدراسي نظراً للحالة المأساوية والمزرية التي يراجعون فيها دروسهم، وتضيف السيدة أن هناك مرحاضاً مشتركاً بينهم وبين أربعة جيران ما زاد الوضع سوءا· وأمام هذه الوضعية القاسية والصعبة تناشد العائلة تدخل السلطات المحلية انتشالها من عمق المعاناة والجحيم الذي تصارعه داخل تلك الغرفة المظلمة·