عبر العديد من سكان قرية اقني افورو التابعة لبلدية آيت تودارت بدائرة واسيف عن استيائهم الشديد حيال اللامبالاة التي تواجه بها مشاكلهم على جميع المستويات، حيث طرقت كل الأبواب دون أي تقدم يذكر، وأهم مشكل طرحه المواطنون على لسان أعضاء لجنة القرية هو اهتراء شبكة تموين القرية بالماء الشروب· هذه الشبكة التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنوات السبعينات لم تعد قادرة على الصمود في وجه الأضرار التي لحقت بها، من صدأ وتلف يلازمها طيلة مواسم السنة، دون تحرك أي مسؤول من المسؤولين المحليين أو سلطات قطاع الري بالولاية، هذه القرية الضائعة بين أحضان جرجرة، والتي تعاني قساوة الطبيعة لكونها الأقرب من سفوح السلسلة الجبلية لجرجرة بواسيف، يتم تموينها انطلاقا من قرية تيمغراس بواسيف مرورا بالوادي الذي يفصل القريتين، هذا الأخير الذي يعتبر مصبا مباشرا لقنوات الصرف الصحي التي تطرحها أكبر سبع قرى بدائرة واسيف، والخطر الصحي الحقيقي الذي يلحق بالمواطن يتمثل في الأعطاب والتسربات الكثيرة والمستمرة لشبكة الماء الشروب في وسط الوادي وفي وسط المياه القذرة، ما يجعل هذه الأخيرة تتسرب وبإسهاب لقنوات مياه الشرب، ما ترتب عنه ظهور أعراض بعض الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، كالتسممات، والأمراض الجلدية، حيث أكد السكان في تصريح لأخبار اليوم أنه ومع كل استعمال لمياه الحنفيات التي تزورهم بضعة أيام يصابون بالحكة في مختلف أعضاء جسمهم، وقد أخطر رئيس البلدية ورئيس الدائرة، ومسؤولو قطاع الري، وفي وسط التجاهلات المتكررة للمسؤولين لجأ المواطنون للصحافة كآخر حل، حيث سبق ونشرت بعض العناوين الوطنية مشكل القرية بإيعاز من سكانها وما كان من رئيس البلدية إلا متابعة من أثاروا الموضوع قضائيا عوض إصلاح المشكل الذي لا يزال مطروحا لحد كتابة هذه الأسطر، ونظرا للوضع الذي ينذر بكارثة صحية حقيقية، ناشد هؤلاء جميع المسؤولين وعلى رأسهم والي تيزي وزو الجديد التدخل العاجل ووضع حد لهذا الوضع الذي أصبح كابوسا يؤرق حياة السكان، ومن جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي لآيت تودارت، صرح بأن البلدية تسهر على راحة المواطنين، مؤكدا أن مشكل نقص أو تلوث المياه لم يطرح على مستوى القرية المذكورة وإن حصل وحدث فإن البلدية تتكفل بنقل المياه للسكنات بالصهاريج، كما أن الاعتماد على الينابيع يقلل من نقص الماء، الأمر الذي كذبه المواطنون وبالإجماع، حيث أكدوا أنهم من يقوم بجلب المياه حين انقطاع تلك التي تصلهم ملوثة بإمكانياتهم ووسائلهم الخاصة، مستنجدين بآبار وينابيع القرى المجاورة، كما أن السلطات المحلية لا ترغب حسبهم في إصلاح الشبكة المهترئة أو تمديدها بشبكة إضافية، حيث يتم الاتكال على الينابيع التي لا يزال استعمالها جاريا، ولكن الاعتماد عليها خاصة شتاء يخلق الكثير من المصاعب للمواطنين، خاصة وأن القرية تعزل لأسابيع عن العالم الخارجي بفعل تراكم الثلوج، وقد تتجمد المياه في بعض الأحيان· ولوضع حد لما يدور بالقرية طالب هؤلاء بلجنة تحقيق ولائية للوقوف على الوضع القائم والواقع المعاش·