كل من تابع مباراة الوفاق بنادي أوكلاند سيتي عبر الشاشة الصغيرة يكون قد تأسف للطريقة (البدائية) التي لعب بها فريق الوفاق، حيث لم نجد لها أي تفسير، فباستثناء بعض المحاولات المحتشمة التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وبما أن المنافس اسمه نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي الذي لم يسبق له وأن بلغ المربع الذهبي لهذه المنافسة بالرغم من مشاركاته الخمس السابقة، زد على ذلك أن المنافس يلعب هو الآخر كرة ضعيفة ولاعبوه ضعيفو المستوى بالرغم من كل هذا وذاك، إلا أن عناصر الوفاق عجزوا من إمتاع الجمهور الجزائري من بلوغ المربع الذهبي، فجاءت الخسارة التي وصفها الجميع بالمنطقية. الكثير يكونون قد تأسفوا لفشل الفريق الجزائري الوفاق في بلوغ المربع الذهبي لمونديال الأندية، لكن هناك من يرى هذا التأهل خيرا على الوفاق حتى لا يتعرض لهزيمة نكراء أمام نادي سان لورانزو الأرجنتيني كون هذا الأخير يملك من الإمكانيات الفنية والبدنية التي تضعه المرشح الثاني لانتزاع اللقب العالمي. قد يتفق معي خاصة أنصار الوفاق السطايفي على أن الوفاق لا يستحق التأهل إلى المربع الذهبي ويكون قد حمد الكثيرون لخروجه في الدور ربع النهائي، فما الفائدة من التأهل ولاعبوه لم يقدموا أي شيء يغفر لهم. وبهذا سيلاقي (النسر السطايفي) الذي لم يحلّق عاليا في سماء المغرب نادي سيدن أي واندرار الاسترالي بعد غد بمدينة مراكش المغربية لنيل المركز الخامس. ماضوي يفشل في فك شفرة أوكلاند سيتي فشل مدرب الوفاق خير الدين ماضوي في فك شفرة أوكلاند سيتي بالرغم من أن هذا الأخير كان قد واجه الثلاثاء الماضي في مباراة الافتتاح المغرب التطواني. ولأن السلاح الذي لعب به أوكلاند في مباراة الافتتاح أمام المغرب التطواني كان فتاكا واستطاع أن يوقف به المغرب التطواني كان من الطبيعي أن يستعين به أمام وفاق سطيف، حيث أكدت بداية المباراة أن أصدقاء ديفيريس ظلوا مخلصين لأسلوبهم الذي يعتمد على ملء الوسط وتحصين الدفاع والضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب واحد. الوفاق لعب بنفس طريقة النادي التيطواني أكدت البداية أن مواجهة أوكلاند أمام وفاق سطيف هي نسخة طبق الأصل لمباراة الافتتاح على مستوى طريقة لعب الفريق الأوكلاندي، حيث بحث الفريق الجزائري عن الثغرات أمام الحضور القوي للخصم، فغابت الحلول وقلت المساحات وظلت المباراة متكافئة، مع الحذر والاحتياط من الفريقين، حيث اعتمدا على عنصر المباغتة والمرتدات الهجومية. لاعبو أوكلاند فرضوا الإيقاع الذي أرادوه على وفاق سطيف من خلال الأسلوب الذي لعبوا به، وكانت طريقتهم ناجحة في الحد من خطورة لاعبي وفاق سطيف قاسمي وبلعميري وبن يطو. نصف ساعة من اللعب مرت في غياب الإيقاع السريع والفرص الحقيقية للتسجيل، قبل أن تتحرك الآلة النيوزيلاندية التي بدأت البحث عن الفرص الحقيقية للتسجيل عبر ديفيريس في الدقيقة ال 33 من تسديدة مرت محاذية لمرمى الحارس خدايرية، تلتها محاولة خطيرة أخرى بعد اختلاط داخل مربع عمليات الفريق الجزائري، قبل أن يبعد الدفاع الكرة بصعوبة. 120 دقيقة في مباراة الافتتاح لم تؤثر على لاعبي أوكلاند رغم أن أوكلاند سيتي لعب 120 دقيقة في مباراة الافتتاح أمام المغرب التطواني ولم يحسمها إلا بركلات الترجيح، إلاّ أن ذلك لم يؤثر على اللياقة البدنية للاعبين الذين قاوموا الضغط الكبير للوفاق في الدقائق الأخيرة وردوا بشجاعة كل الكرات، قبل أن يتأهلوا إلى المربع الذهبي بفوز مستحق. أوكلاند يواصل قهر العرب واصل فريق أوكلاند سيتي النيوزيلاندي مشواره في مونديال الأندية بعد أن استطاع حجز بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي على حساب وفاق سطيف، وبهذا يتأهل ممثل أوقيانوسيا لأول مرة إلى المربع الذهبي، حيث سيواجه في هذا الدور سان لورينزو الأرجنتيني. الفريق النيوزيلاندي كان يمني النفس بتكرار الإنجاز الذي سجل في الدور الماضي عندما تأهل على حساب صاحب الأرض والجمهور المغرب التطواني وفاز عليه بركلات الترجيح، حيث وجد أمامه فريقا عربيا آخر اسمه وفاق سطيف. دافع عن خياراته التكتيكية مدرب الوفاق: لم نكن في يومنا والمنافس لم يسرق منا التأهل قال خير الدين ماضوي، مدرب وفاق سطيف، إنه متحسر على الخسارة التي مُني بها فريقه أمام أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، وأضاف أن لاعبيه ارتكبوا أخطاء تكتيكية وفنية، مؤكدا أنهم لم يستغلوا الفترات التي أمسك فيها فريقه بزمام الأمور وسيطر على مجرياتها، مضيفا: (واجهنا فريقا قويا ولعب بطريقة جيدة وكان دفاعه في المستوى، حيث ضيّق على لاعبينا المساحات ولم يترك المجال لنا لبناء العمليات، مع الأسف لم نلعب بالطريقة التي تعودنا عليها لأننا لم نكن فعالين على المستوى الهجومي). كما تابع ماضوي: (ظهر على لاعبينا نوع من الارتباك وكنا نتوقع معاناة الفريق النيوزيلاندي على المستوى البدني، لكنه فاجأنا وكان حاضرا. أعتقد أن الهدف أيضا زاد من حماس الفريق الخصم وحفزه أكثر ليحسم المباراة، لذلك أؤكد أننا واجهنا فريقا جيدا وخلق لنا المتاعب تكتيكيا وفنيا وعرف كيف يستغل الأخطاء التي ارتكبناها). وآخذ الكثيرون مدرب النادي السطايفي على عدم إشراكه صانع الألعاب أكرم جحنيط والمهاجم سفيان يونس اللذين ساهما كثيرا في تتويج الوفاق باللقب الإفريقي. وفي رده على ما أخذ عليه قال ماضوي في الندوة الصحفية التي نشطها عقب المقابلة: (فضلت إشراك اللاعبين الأكثر لياقة في الوقت الحالي، وفيما يخص جحنيط فقد تراجعت لياقته في الآونة الأخيرة وهو ما لا حظته حتى في التدريبات التي قمنا بها هنا بالمغرب، أما يونس فقد أدخلته في الشوط الثاني، وهو خيار مدروس لأنني كنت أعتمد عليه لإعطاء مزيد من الحركية للخط الهجومي بفضل لياقته الجيدة، لقد حاول أن يغير الأمور لكن دون جدوى). وخلال هذا الموعد فضل المدرب الشاب للوفاق الإبقاء في دكة الاحتياط أيضا المهاجم عبد المالك زياية العائد من الإصابة، والذي لم تأت مشاركته في الشوط الثاني بالمطلوب. ماضوي الذي حاول رؤية الأمور من جانبها الإيجابي بإبراز أهمية المشاركة في كأس العالم للأندية، والتي ستسمح له وللاعبيه باكتساب خبرة لا يستهان بها تابع حديثه قائلا: (الفريق بكامله لم يكن في الموعد ولا علاقة لذلك بالتشكيلة المقحمة، فمنذ منذ مدة فضلت خيار إقحام لاعبين جدد بسبب خوضنا لمجموعة كبيرة من المقابلات في مختلف المنافسات التي شاركنا فيها). قال إنه درس جيدا جميع نقاط قوة وضعف الوفاق مدرب أوكلاند: لم أصدق أننا في المربع الذهبي عبّر رومان تريبوليتكس، مدرب أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، عن سعادته بعدما تأهل فريقه إلى دور الأربعة في مونديال الأندية بعد الفوز على وفاق سطيف بقوله: (أشكر لاعبي فريقي، حيث قدموا مجهودا كبيرا في المباراة)، مضيفا: (صراحة لن أتوقع أن نبلغ المربع الذهبي، إنه إنجاز كبير تحقق بمجهود لاعبي الفريق، الفوز على بطل إفريقيا لم يكن سهلا لأننا كنا نعرف أن وفاق سطيف فريق جيد، لذلك نحن سعداء بما حققناه حتى الآن ونسعى لمواصلة مشوارنا الجيد)، وأضاف: (لا تنسوا أننا فريق نصف محترف ومع ذلك حققنا نتائج جيدة لم تكن متوقعة، أعتقد أن هذه النتائج من شأنها أن تزيد اللاعبين ثقة في المباراة القادمة التي ستجمعنا بسان لورينزو الأرجنتيني). فريد ملولي: قلة الخبرة هزمتنا أمام أوكلاند سيتي قال فريد ملولي، قائد وفاق سطيف، إن فريقه وجد صعوبات كبيرة عندما واجه أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، وأضاف أن اللاعبين عانوا من الأسلوب التكتيكي الذي لعب به ممثل أوقيانوسيا، مضيفا أن الخصم كان حاضرا في الملعب وعرف كيف يحد من خطورة زملائه، وأوضح: (وفاق سطيف يشارك لأول مرة في مونديال الأندية، وكان من الطبيعي أن نجد بعض الصعوبات في المباراة، لذلك خانت الخبرة فريقنا، خاصة وأن الفريق النيوزيلاندي يشارك للمرة السادسة في المنافسة)، وتابع: (رغم الصعوبات التي وجدناها إلا أننا حاولنا جاهدين العودة في المباراة، خلقنا بعض الفرص لكنها لم تكلل بالنجاح، حيث كان بإمكاننا أن نعود في المباراة، رغم أن أوكلاند لعب بأسلوب تكتيكي دفاعي ونجح فيه، خاصة بعد أن تمكن من التسجيل)، واختتم قوله: (مثل هذه المنافسات تزيد لاعبي فريقه خبرة وتجربة وتفيدهم في المنافسات القادمة)، وتابع أن فريقه سيحاول تعويض هذه الخسارة في المباراة وإنهاء المنافسة بتسجيل الفوز.