دخلت أستراليا أمس الثلاثاء في حداد على مقتل شخصين في عملية إنهاء احتجاز الرهائن من قبل مسلح قتل هو أيضا في مقهى في سيدني فيما بدأت التساؤلات حول كيفية تمكن هذا الرجل الذي له سوابق في العنف والتطرف من الإفلات من رقابة الشرطة. وعلم الاستراليون صباح أمس بالنهاية الدموية لعملية احتجاز الرهائن التي استمرت 16 ساعة في مقهى لينت شوكولا في منطقة مارتن بليس المخصصة للمارة الواقعة في وسط اكبر مدينة أسترالية. وكانت وحدات النخبة من الشرطة اطلقت الهجوم في ساعات الفجر الأولى للثلاثاء بعدما سمعت طلقات نار. وألقى رجال الشرطة القنابل الصوتية وأطلقوا النار داخل المقهى الذي دوت داخله اصوات الانفجارات بعد ان تمكن عدد من الموظفين والزبائن من الفرار. واقتحمت الشرطة المقهى بعد تبادل لإطلاق النار ما ادى الى مقتل (المسلح الذي تصرف بمفرده) والبالغ من العمر 50 عاما وعرفت عنه الشرطة على انه هارون مؤنس وهو من أصول إيرانية. وقتل رهينتان ايضا هما توري جونسون (34 عاما) مدير المقهى وكاترينا دوسون وهي محامية (38 عاما) وأم لثلاثة أطفال. وأصيب ستة أشخاص بجروح. وذكر الإعلام الأسترالي أن الرجل يدعى هارون مؤنس، ووصل الى أستراليا عام 1996 كلاجئ من إيران. ونقلت امرأتان الى المستشفى بعد إصابتهما بجروح غير خطيرة، كما أصيب شرطي بجروح غير خطيرة في وجهه نتيجة شظايا رصاصات وجرى نقله الى المستشفى. ونقلت امرأة ثالثة الى المستشفى بعد إصابتها بطلق ناري في كتفها. وجاء في بيان الشرطة الأسترالية أنه تم نقل امرأة عمرها 35 عاما الى المستشفى كاجراء احترازي. وأكدت الشرطة أنها لم تعثر على متفجرات في المقهى بعد أن أشارت تقارير الاثنين الى احتمال وجود العديد من القنابل التي زرعت في مناطق مختلفة من المدينة. * فتيل الكراهية وسعى زعماء دينيون وأستراليون عاديون الى نزع فتيل توترات طائفية، اول أمس الاثنين، بعد احتجاز الرهائن في مقهى في سيدني وإرغامهم على رفع علم إسلامي، مما زاد المخاوف من رد فعل ضد الأقلية المسلمة في البلاد. وخلال ساعات من الهجوم على مقهى لينت في وسط المدينة، أفادت جماعة مسلمة أن نساء يرتدين الحجاب تعرضن للبصق عليهن، ودعت رابطة الدفاع الأسترالية اليمينية أتباعها الى الاحتجاج عند مسجدين كبيرين. وتحركت الشرطة ضد رجل صاح بكلمات مناهضة للإسلام عند موقع احتجاز الرهائن. وتقدم الرجل الى طوق من رجال الشرطة وهتف شخص ما سيموت هنا بسبب الإسلام. لا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل. استيقظوا وافهموا الوضع على حقيقته . وتصدى له رجل آخر ردّ عليه صائحا مرحبا بالمسلمين هنا . وطلبت الشرطة من الرجل الأول المغادرة وسط مزيج من صيحات الاستهجان لتحرك الشرطة والتصفيق تأييدا لها. ويتزامن احتجاز الرهائن مع تزايد المخاوف في أستراليا بشأن المخاطر التي يمثلها المتشددون الإسلاميون. ورفعت وكالة الأمن الأسترالية مؤشرها الوطني للتحذير العام من الإرهاب الى مرتفع في سبتمبر.