استنفار أمني غير مسبوق في سيدني وصل تنظيم داعش إلى قلب أستراليا، ولو بطريقة استعراضية، حيث أكدت وسائل إعلام، أمس الاثنين، قيام مسلح يبدو أنه من الموالين، أو على الأقل المتعاطفين مع التنظيم الدموي داعش الذي اتخذ من مقهى في العاصمة الأسترالية مكانا لتنفيذ جريمته المرعبة. وشدت أحداث عملية حجز الرهائن أنظار الملايين عبر العالم، وبعد دقائق من حصولها أكدت مصادر إعلامية محلية خروج 5 رهائن على الأقل من مقهى في العاصمة الأسترالية سيدني يحتجز بداخله مسلح عدداً من الرهائن لعدة ساعات. وبدا من الراية السوداء التي وضعت على واجهة المقهى، وعليها عبارة لا إله إلا الله، محمد رسول الله ، أن المسلح ينتمي إلى تنظيم إسلامي متطرف. ولم يكن واضحاً هل فرّ هؤلاء الرهائن أم أفرج عنهم. وقالت مساعدة رئيس شرطة نيو ساوث ويلز كاثرين بيرن إن أول ما سنفعله هو التثبت من أن هؤلاء الأشخاص بخير، وسنعمل معهم من أجل الحصول على المزيد من المعلومات . وأفادت أنباء أولية عن قيام مسلح أو اثنين بتنفيذ العملية، في حين شوهد بعض الرهائن واقفين مقابل النوافذ وواضعين أيديهم على الزجاج، رافعين علماً أسود. وانتشرت القوات الأمنية بكثافة وطوقت المكان. وأغلقت ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بالمدينة أمام حركة السير وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة الى تطويق مقهى لينت . إلى ذلك، أشار التلفزيون الأسترالي إلى أن عدد الرهائن يقدر ب 20 من العاملين في المقهى وبعض رواده. في حين أشارت معلومات صحافية إلى أن الرهائن أجبروا على رفع الراية السوداء ، ما يؤشر إلى أن منفذ عملية الخطف من المتطرفين. وفي التفاصيل القليلة حول الحادث، يبدو أن امرأة أبلغت الشرطة صباح امس الاثنين، حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد أن شاهدت رجلاً خارج مقهى لينت يحمل حقيبة زرقاء فيها مسدس. ويقع المقهى في منطقة تنتشر فيها المحال التجارية والمصارف، وتشهد زحمة في مثل هذا الموسم من الأعياد. وصف أولي للمختطِف ونقل الصحافي كريس ريزون الذي يعمل في قناة 7 نيوز الأسترالية على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ما قال عنه إنه وصف أولي لمحتجز الرهائن داخل المقهى في سيدني. وقال ريزون إنه أبيض البشرة ويرتدي قميصا أبيض اللون، وقبعة سوداء، ويبدو بلحية خفيفة فيما يحمل بندقية صيد . وأشار الصحافي الأسترالي إلى أن المختطف يحتجز حوالي 15 شخصا من النساء والرجال ليس من ضمنهم أطفال . ولاحظ شهود العيان تنقل المختطف بين الرهائن مجبرا إياهم على الاستدارة نحو النوافذ، كما يمكن للمتواجدين في عين المكان رؤية وجوه الرهائن عبر نوافذ المقهى حيث يظهر عليهم الخوف والتعب. وقد تمكنت قناة أسترالية أخرى تدعى 10 نيوز من الحديث إلى رهينتين داخل المقهى، قالتا إن المختطف طالب بالحديث إلى رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، كما طالب أيضا الشرطة بإحضار علم لتنظيم داعش . كما تحدثت القناة عن أن المختطف أخبر الشرطة عن وجود 4 قنابل، اثنين منها داخل المقهى وقنبلتين أخريين في مركز سيدني للأعمال . إغلاق البرلمان والمصرف المركزي والأوبرا إلى ذلك، طلبت الشرطة الأسترالية إخلاء مبنى البرلمان الأسترالي الذي يفصل بينه وبين المقهى مبنى واحداً. كما أعلنت أنها تنفذ عملية في أوبرا سيدني من دون أن توضح ما إذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن. وقال متحدث باسم شرطة ولاية نيو ساوث ويلز إن الشرطة تتدخل في الأوبرا . في حين أفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إخلاء مبنى الأوبرا بعد العثور على رزمة مشبوهة. كذلك، قالت متحدثة باسم البنك المركزي الأسترالي إن جميع موظفي البنك آمنون بعد ورود تقارير عن قيام مسلح باحتجاز رهائن في مقهى قرب مقر المصرف في قلب مدينة سيدني. وقالت المتحدثة إن المقر الواقع في مارتن بليس أغلق. تحويل مسار الطيران فوق المنطقة التجارية بوسط سيدني في المقابل، أعلنت شركات طيران الاثنين أن الطائرات تهبط وتقلع بشكل عادي في مطار سيدني، ولكن يتم تحويل المسار حول المنطقة التجارية الواقعة بوسط سيدني بعد تقارير قالت إن مسلحا احتجز رهائن في مقهى بوسط المدينة. وأكدت مؤسسة أير سرفيسيس أستراليا المملوكة للدولة والمسؤولة عن تنظيم حركة الطيران أن العمليات تسير بشكل طبيعي في كل من المطارات المحلية والدولية جنوبي المدينة. يأتي هذا في وقت انتهجت أستراليا سياسة متشددة حيال أئمة المساجد الذين يحرضون على العنف، كما اشتركت في الحرب على داعش في العراق، منضمة إلى التحالف الدولي. إخلاء القنصلية الأمريكية وإصدار تحذير أمني وقالت متحدثة أمس الاثنين إن الولاياتالمتحدة أخلت قنصليتها في سيدني التي تقع قرب مقهى بالمدينة يحتجز فيه رهائن. وأصدرت القنصلية أيضا تحذيرا طارئا للرعايا الأمريكيين في سيدني وحثتهم على البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنكم الشخصي . وذكرت المتحدثة إن اثنين من الموظفين الأساسيين ظلوا بالقنصلية ولكن كل الآخرين أعيدوا إلى منازلهم. هرب خمسة أشخاص ركضا من المقهى في العاصمة الأسترالية سيدني، حيث يحتجز مسلح عددا كبيرا من الرهائن أجبرهم على رفع علم يشابه علم تنظيم القاعدة، بحسب ما أفادت الشرطة امس الاثنين، مضيفة أنه لم تسجل حتى الآن أي إصابات. وبدا أن الرهائن خرجوا من باب جانبي لمقهى لينت الواقع في ساحة مارتن وهي ساحة للمشاة في حي الأعمال بوسط سيدني، بعد حوالى ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه. وقالت مساعدة رئيس شرطة نيو ساوث ويلز كاثرين بيرن إن خمسة أشخاص خرجوا الآن من الموقع في ساحة مارتن الذي يحاصره عشرات الشرطيين المدججين بالسلاح. علم داعش وطلب المسلح تزويده بعلم تنظيم الدولة الإسلامية معلنا وجود أربع عبوات في المدينة، بحسب تقرير إعلامي، للقناة العاشرة الأسترالية. في وقت سابق قال التلفزيون الأسترالي، إن ما لا يقل عن مسلحين اثنين، قاما باحتجاز نحو 20 رهينة، بأحد مقاهي مدينة سيدني، أكبر مدن ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. ونقل التلفزيون عن الشرطة الأسترالية، قيام قواتها بمحاصرة ساحة مارتن، في حي الأعمال المركزي بسيدني، والتي يقع فيها المقهى، وعدد من البنوك الكبرى بالمدينة. وقال متحدث باسم الشرطة الأسترالية، إنه لا أنباء عن وقوع مصابين حتى الآن، مشيرا إلى أن ضباطا متخصصين يحاولون التواصل مع من بداخل المقهى، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقامت الشرطة بإخلاء عدد من المباني المجاورة، منها دار الأوبرا ومقر البنك المركزي، كما طالبت بمغادرة المنطقة وحذرت من الاقتراب منها. وحسب التلفزيون الأسترالي، تم إيقاف خدمة القطارات والحافلات، وإغلاق عدد من شوارع المنطقة التي عادة ما تكون مكتظة بالسياح في مثل هذا الوقت من أعياد الميلاد. من جهته وصف مفتي أستراليا إبراهيم أبو محمد حادث احتجاز مسلحين يرفعون علما يشابه علم تنظيم القاعدة لعدد من رهائن في مقهى ب العمل الإجرامي . كما أعلنت الخارجية الأمريكية، امس الاثنين، أنها قامت بإخلاء قنصليتها في مدينة سيدني الأسترالية، إلى جانب عدة مبانٍ أخرى تابعة لها في محيط ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بالمدينة، حيث تتم عملية احتجاز رهائن من قبل مسلحين. وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي، في تصريح صحفي: نتابع عن كثب الحادث الأمني في سيدني، قلوبنا وأدعيتنا مع أولئك الرهائن المحتجزين . وأضافت: أستطيع التأكيد بأن القنصلية العامة للولايات المتحدة في سيدني قد تم إخلاؤها إلى جانب مبانٍ أخرى في محيط ساحة مارتن، كاحتياط أمني . وأوضحت أن هنالك مجموعة صغيرة من الطاقم القنصلي، يواصل العمل من موقع آمن ، دون إشارة للموقع، مشيرة إلى أن القنصلية الأمريكية تواصل اتصالاتها مع السلطات الأسترالية . وحذرت ساكي المواطنين الأمريكيين من الاقتراب من موقع الحادث، قائلة: بينما يتعامل موظفو فرض القانون مع التهديد، ننصح المواطنين الأمريكيين وغيرهم بتجنب المنطقة المحيطة بساحة مارتن حتى إشعار آخر