ناقشت محكمة جنايات العاصمة ملفا شبيها بأفلام الرعب بطلها طالب جامعي في كلية الحقوق اتخذ من الرقية الشرعية وسيلة لانتهاك أعراض الناس عن طريق حجز فتاتين قصدتاه بحثا عن العلاج بالقرآن الكريم، ليقوم بتصوريهما مجردتين من ملابسهما بغرض ابتزازهما، حيث توبع رفقة زوجته بجناية الحجز دون أمر من السلطات، هتك عرض وتزوير أوراق نقدية وجنحتي النصب والاحتيال وحيازة أشرطة إباحية وجنحة المشاركة في النصب التي أدين لأجلها ب 12 سنة سجنا نافذا، فيما استفادت زوجته من البراءة. وقائع الملف حرّكتها فتاتان في العقد الثاني من عمريهما، بعدما تقدّمتا إلى مصالح الأمن للتبليغ عن تعرضهما للاحتجاز والاغتصاب على يد راق مزيف يدعى (الشيخ يوسف) بمنطقة برج الكيفان، وقد تعرّفتا عليه عن طريق موقع أنترنت يحمل اسم (الشيخ يوسف للرقية). وبعد التحريات تم تحديد هوية هذا الأخير، ويتعلق الأمر بالمتهم (ع. وحيد سليم) البالغ من العمر 44 سنة، وأب لطفلين، قام بإطالة لحيته وارتداء قميص شرعي وشراء خلطات تستعمل في الدجل والشعوذة بعدما حوّل مسكنه القصديري الكائن بمنطقة برج الكيفان في العاصمة لتمويه الزبائن أثناء استقبالهم. المتهم خلال استجوابه اعترف بأنه تمكن من خلال مستواه الجامعي بكلية حقوق من فتح موقع أنترنت وانتحال صفة راق للنصب على ضحاياه، حيث كانت ضحيته الأولى فتاة تبلغ من العمر 20 سنة، تقدمت إليه مطلع العام الجاري بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية لطلب الرقية، وأثناء تلاوته أشياء غير مفهومة قدّم لها سائلا أفقدها وعيها وهي الفرصة السانحة التي استغلها المتهم لتجريدها من ملابسها واِلتقاط صور إباحية لها دون علمها، فيما طلب منها العودة وإحضار حاسوبها لتحميل أدعية وسور قرآنية تعجّل بشفائها، والتي على أساسها قام باحتجازها تحت طائلة التهديد بسيف لمدة ثلاثة أيام. أما الضحية الثانية فلم تختلف روايتها عن الأولى، إلا أن المتهم احتجزها لمدة شهر كامل تحت طائلة التهديد والاعتداءات الجنسية بعد تقييدهما بسلاسل حديدية سبّبت لهما مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة قبل أن تتقدما بشكوى أمام مصالح الأمن التي ألقت القبض عليه في مسكنه الذي تبيّن بعد تفتيشه أنه يحترف فيه تزوير النقود باستعمال آلة طباعة وتمّ العثور على صور مخلة لضحيتيه. وأثناء مواجهة المتهم بالأفعال اعترف منذ الوهلة الأولى بما نسب إليه بعد أن بيّنت الخبرة أنه في كامل قواه العقلية، في حين أنكرت زوجته مشاركتها في عملية النصب وأكدت أنها كانت تخاف منه لذلك لم تقدم على التبليغ عنه، وأنها رفعت عدة دعاوت طلاق غير أنها كانت تتنازل عنها بسبب تهديداته لها، وعليه اِلتمس ممثل الحق تسليط عقوبة 15 سنة سجنا عليهما قبل أن تقر هيئة المحكمة بعد المداولات القانوينة بالحكم السالف ذكره.