تفاعلت وسائل الإعلام الكتالونية كثيرا مع القرار الذي اتخذه المدافع الفرنسي إيريك أبيدال، اللاعب السابق لنادي برشلونة، بإعلانه اعتزال ممارسة كرة القدم، حيث ورغم مرور نحو عامين على مغادرته ل (كامب نو) عائدا إلى فرنسا قبل الانتقال إلى اليونان، إلا أن الصحف الكتالونية ظلت ترصد أخباره وظل هو يحظى بمكانة مرموقة في وجدان الكتالان. يمتلك المدافع الفرنسي أبيدال طيلة مسيرته الكروية العديد من أجمل اللحظات وأروع الأوقات التي عاشها مع فريق البارصا خلال الفترة التي تقمص فيها ألوان البلوغرانا من عام 2007 وحتى عام 2013 ومعايشته لأزهى فترات النادي بتحقيقه إنجازات تاريخية عظيمة على الصعيدين المحلي والدولي.
أول هدف بألوان البارصا رغم أن اللاعب أبيدال انضم إلى برشلونة سنة 2007 إلا انه تأخر في تسجيل أول هدف له مع الفريق إلى غاية السادس من شهر جانفي من عام 2011 في مرمى أتلتيكو بيلباو على ملعب (السان ماميس) برسم ثمن نهائي مسابقة كأس الملك، حيث نجح أبيدال في هزّ شباك الحارس الباسكي أرايزوز مستغلا تمريرة من الأرجنتيني ميسي، وهو الهدف الذي منح ورقة الترشح للبارصا بالعبور إلى الدور الموالي ومن ثمة بلوغ النهائي الذي خسره من ريال مدريد بهدف رونالدو.
الوجه الآخر ل أبيدال في ال 14 من شهر مارس من سنة 2011 في مباراة برشاونة ضد إشبيلية أقدم المدافع الفرنسي على القيام بسلوك يؤكد علو شخصيته وحرصه على تقديم الحفاظ على صحة زملائه ومنافسيه قبل أي شىء آخر يتعلق بكرة القدم، تصرف يؤكد أيضا تمسكه بالروح الرياضية مهما كان الثمن، إذ قام بلقطة تفادى من خلالها الاصطدام برأس المهاجم الإسباني ألفارو نيغريدو الذي كان بإمكانه التعرض لإصابة خطيرة لو لعب أبيدال الكرة برأسه رغم أن ذلك كان من الناحية التقنية هو الأصح، غير أن أبيدال فضل التعامل مع نيغريدو بالمبادئ الإنسانية.
العودة إلى الحياة في الثالث من شهر ماي من سنة 2011 قام مدرب برشلونة وقتها بيب غوارديولا وفي مباراة الدور نصف النهائي من دوي أبطال أوروبا ضد ريال مدريد على (استاد كامب نو) بإشراك أبيدال في اللحظات الأخيرة من المباراة بعد شهر ونصف فقط من خضوعه لعملية جراحية على مستوى الكبد. ورغم ذلك فإن أبيدال بفضل تعلقه بالحياة وتفاؤله بالعودة لاستعادة لياقته في وقت قصير ليعود إلى الملاعب مجددا رغم أن الترشيحات كانت تتوقع نهاية مسيرته قبل الأوان، حيث تأثرت الجماهير الحاضرة في (كامب نو) وقتها كثيرا بالظهير الأيسر الفرنسي وصفقت له طويلا تعبيرا عن حبها له.
لقطة بويول في ويمبلي في ال 28 من شهر ماي من عام 2011 نجح برشلونة في إحراز دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه بعد تجاوزه عقبة مانشستر يونايتد في الدور النهائي على ملعب (ويمبلي) في العاصمة البريطانية لندن، حيث خاض تلك المباراة كاملة رغم أنه عاد لتوه من العملية الجراحية، وعندما حانت لحظة استلام قائد فريق البارصا وقتها المدافع كارليس بويول لصاحبة الأذنين إثر الأخير بمنح شارة القائد لأبيدال ليتسلم هو الكأس الأوروبية الأغلى تعبيرا منه ومن جميع زملائه عن شعورهم بالسعادة لعودته متعافيا إلى الفريق.
هدفه الوحيد في عرين الغريم بعد عام من تسجيله هدفه الأول بألوان برشلونة نجح أبيدال في تسجيل هدفه الثاني وكان ذلك في الثامن عشر من شهر جانفي من عام 2012، ودائما في مسابقة كأس الملك، لكن هذه المرة في عرين الغريم ريال مدريد وحارسه إيكر كاسياس، وهو هدف ساهم به في تحقيق الانتصار والتأهل إلى نصف النهائي قبل مواجهة بيلباو في النهائي والتتويج بالكأس في آخر مباراة للبلوغرانا تحت إمرة المدرب غوارديولا.
لحظة الوداع في شهر جوان من سنة 2013 أعلن أبيدال رحيله عن (كامب نو) بعد ستة مواسم قضاها مع الجمهور الكتالوني الذي تعلق به كثيرا بفضل أبيدال الإنسان قبل أبيدال اللاعب، وكان ذلك في مباراة الجولة الأخيرة ضد مالفا في موسم 2012-2013 مع المدرب الراحل تيتو فيلانوفا، حيث أقحمه في ربع الساعة الأخيرة، وبعد نهاية المباراة خص أبيدال وهو يصطحب زوجته الجزائرية وأبناءه عشاقه بعبارات من خلال مكبر للصوت أكد خلالها أنهم سيبقون دائما في قلبه.