طمأن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، امس، نظام المخزن أن بلاده "لا يمكن أن تغيّر موقفها السياسي من نزاع الصحراء الغربية، بين المغرب وجبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر"، مشدداً على أن القاهرة تدعم "الوحدة الترابية للمغرب". كلام شكري، جاء خلال لقاء مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، في مدينة فاس، وسط البلاد، وذلك قبل استقبال العاهل المغربي محمد السادس، لوزير الخارجية المصري الذي حمل له رسالة شفهية من قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي. وأشار شكري إلى أن مصر "لا تزال تعتبر أن الحل المنطقي والواقعي لمشكلة الصحراء، يأتي عبر المسلسل الذي تقوده منظمة الأممالمتحدة، متمثلاً في إجراء مفاوضات وحوارات بين الأطراف المعنية". وتحاول مصر تحسين العلاقات مع المغرب، بعد اتهامات من قبل أطراف في المملكة، بأن التقارب السياسي بين القاهرةوالجزائر، جاء على حساب المغرب، خصوصاً في ظل زيارات متتالية قامت بها وفود مصرية إلى مخيمات تندوف. وتنظر الرباط بعين الريبة إلى مصر، منذ تولي السيسي للحكم، ولا سيما أن الأخير زار الجزائر والتقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما وقع اتفاقية للغاز بين البلدين. من جهته، أكد وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، أن "العلاقات بين البلدين تتجاوز أي محاولات لزعزعتها، ولن تنال أية جهات تريد المساس بهذه العلاقات التاريخية" منها. وأشار إلى "خارطة طريق يتعيّن تطبيقها لتطوير العلاقات بين الرباطوالقاهرة"، مؤكداً "دعم المملكة لاستقرار مصر، ومسار التحول الديمقراطي الذي انطلق منذ 30 يونيو"، في إشارة إلى وصول السيسي إلى الحكم بعد الانقلاب على حكومة محمد مرسي. وكانت العلاقات الثنائية بين المغرب ومصر قد ساءت فجأة بعد أن بث التلفزيون الرسمي المغربي نشرات إخبارية تصف النظام الحاكم في مصر ب"الانقلابي والدموي".