عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ). بما أننا الآن في فترة تغيّر الجو وما أكثر الإصابة بالإنفلونزا؛ فإن الله سبحانه وتعالى لم يترك شيئا إلا وجعل فيه منفعة للناس؛ سواء ذَكَره في القرآن الكريم أو على لسان نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم. فجاء الحديث الخاص بالعطس بأنه على مَن يعطس أن يقول الحمد الله، وحتى نستطيع فهم نعمة الله علينا؛ فقد أقرّ العلماء بأن العطس يُخرِج مَرَضا، كما يحدث في الزكام، وانحباسه يحدث خمولا في الجسم، أما خروجه فبعدها يحسّ العاطس بخفة في بدنه. الحكمة مِن قول (الحمد لله) بعد العطس أن القلب يتوقّف عن النبض خلال العطس، وإذا عطست بشدة فمن الممكن أن تكسر ضلعا من أضلاعك، وفي أثناء العطسة تتوقّف جميع أجهزة الجسم (التنفسي والهضمي والبولي) بما فيها القلب؛ رغم أن وقت العطسة يستغرق ثانية أو جزء من الثانية، وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل، وكأنه لم يحصل شيء لذلك؛ فإن كلمة (الحمد لله) هي شكر لله على هذه النجاة. وأتذكّر عندما كنتُ طفلة كان والداي يصرّان على أن أضع يدي على فمي في أثناء العطس، وأن أقول (الحمد الله*، وبما أني فتاة فقد كان صوت العطس يسبّب لي إحراجا خصوصا لو وسط مجموعة من الناس؛ فكنت أتعمّد أن أكتمه حتى لا يصدر أي صوت، وكان العديد من الناس ينهونني عن ذلك؛ إلا أنني لم أعرف فائدة مِن ذلك إلا بعد أن قرأت هذا الحديث؛ فسبحان الله وقول (الحمد لله) فهو حمد له سبحانه وتعالى على هذه النعمة. وعلى مَن يسمعه أن يقول له (يرحمك الله) كدعاء بطلب الرحمة والشفاء له مما أصاب بدنه، وعلى المريض أن يردّ له عندها الدعاء فيقول (يُهديكم الله ويُصلح بالكم).