تشهد قرية أفني أوفورو ببلدية آيت تودرت التابعة لدائرة واسيف، جنوب ولاية تيزي وزو، نقصا كبيرا في المشاريع التنموية رغم أنها تصنّف كأكبر قرية على مستوى ولاية تيزي وز من حيث المساحة وعدد السكان، إلاّ أن هذا الكبر تبعه كذلك كبر المشاكل والنقائص التي يتخبّط فيها السكان. تقع قرية أفني فورو بوسط جبال جرجرة وتعرف بتراكم الثلوج عليها عندما تبدأ بالتساقط مع دخول فصل الشتاء، ناهيك عن البرودة القاسية التي تعرفها المنطقة. ورغم النقائص المسجّلة، والتي تطّلع عليها السلطات عبر المجالس الشعبية المتداولة على البلدية، إلاّ أن هذه القرية بقيت بمعاناتها التي عرفتها منذ عقود من الزمن، بدءا من مشكل الاحتطاب الذي قلّت فرصه في هذه القرية نظرا للحرائق التي طالت الغطاء الغابي وتحديد عدد الأشجار من قِبل السلطات لكلّ عائلة رغم أن الحطب هو المنقذ الوحيد للعائلات من البرد وحتى للطبخ بسبب صعوبة مرور شاحنات نقل غاز البوتان لالقرية لانزلاق الطرقات أو غلقها بفعل الثلوج، حيث يضطرّ السكان إلى فتح الطريق بوسائل تقليدية وبأيديهم. وقد تمّ توفير كاسحة الثلوج مؤخّرا، إلاّ أن الطرقات تشهد وضعا كارثيا بفعل تدهورها الكبير وعدم إعادة تعبيدها، حيث تملأها الحفر والمطبّات على طولها دون أن تتحرّك السلطات لإعادة تزفيتها. كما تخلو هذه الطرقات التي تربط مداشر قرية أفني أوفورو من الإنارة العمومية رغم أن المنطقة تعرف انتشار عمليات السرقة وغيرها في أوقات اللّيل. حيث طالب السكان السلطات المحلية وحتى المديريات الولائية بالتدخّل من أجل تعبيد هذه الطرقات المتكسّرة وتوفير الإنارة العمومية على مستواها، كما يطالبون بتوفير محوّلات كهربائية جديدة يمكنها أن تلبّي الاستهلاك المرتفع للكهرباء، حيث تشهد المنطقة انقطاعات كهربائية كثيرة وبشكل مستمرّ نظرا للاستهلاك الكبير، والذي تعجز المحوّلات عن توفيره، حيث ما تزال الكثير من المنازل وخصوصا تلك التي بُنيت في إطار السكن الريفي دون شبكة كهرباء إلى حد الساعة وربطها أصحابها بطريقة عشوائية تهدّدهم بالقتل في حال هبوب الرياح أو تساقط الأمطار نظرا لملامستها للأرض. كما عبّر السكان عن امتعاضهم بخصوص مشروع الغاز الطبيعي الذي تأخّر انطلاقه لأسباب يجهلونها رغم أن الخصوصيات التي تتمتّع بها هذه القرية المعزولة تجعلها من القرى صاحبة الأولوية في توصيلها بالغاز.