تعيش كثير من جامعات ومعاهد الوطن غليانا حقيقيا، بعد أن دعت العديد من التنظيمات الطلابية إلى شن إضراب وطني مفتوح انطلاقا من أمس، وتوقف عن الدراسة بمختلف معاهد الولايات إلى غاية استجابة الوصاية إلى مطالبهم، نظرا لاستمرار العديد من المشاكل التي أثرت سلبا على التحصيل الدراسي للطلبة؛ أهمها عدم انطلاق الدراسة بالعديد من المعاهد، إلى جانب تدني الخدمات الموجهة للطالب والمسجلة من طرف ممثليهم أهمها البيداغوجية والاجتماعية، محملين بذلك مسيري الحرم الجامعي من إداريين ومسئولين المسؤولية الكاملة· يؤكد متتبعون للشأن الطلابي في البلاد أن تدخل وزارة التعليم العالي بات ضروريا من أجل إيجاد صيغ وقاعدة متينة تمكن القطاع من استرجاع بريقه، بعدما سجل تعفنا في الأوضاع بالعديد من هياكله· ودخلت أمس العديد من جامعات الوطن في إضراب عام ومفتوح عن الدراسة استجابة لدعوة التنظيمات الطلابية التي أشعرت به منذ انطلاق الموسم الجامعي الجاري بسبب استمرار العديد من العراقيل والمشاكل البيداغوجية والاجتماعية، لتضاف إلى تلك الموروثة منذ السنوات الماضية مما جعل الطالب يعيش في دوامة وضع سلبي لا يبعث على الارتياح خاصة فيما يتعلق بانطلاق الدروس التي لم يحن بعد موعدها بالعديد من المعاهد والأقسام الجامعية، حسب تقارير المكاتب الولائية التي تحصلت عليها أخبار اليوم من طرف الأمين العام للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والتي تتحدث في مجملها عن الوضع المتعفن الذي تشهده العديد من جامعات الوطن، أدت إلى معاناة دائمة للطلبة في ظل غياب أبواب الحوار مع المسؤولين الذين يفقدون لأساليب التحضر في ظل بقاء التشاور مع الشركاء الاجتماعيين أمر غير وارد لديهم - حسب البيانات والتقارير ذاتها - التي أوضحت أن الدراسة لم تنطلق بعد رغم مرور أكثر من شهرين على الدخول الجامعي في تخصصات عدة كجامعة قسنطينة على غرار الإنجليزية والتاريخ واللغة الفرنسية، وعدم انطلاق الدراسة في تخصص الإنجليزية بجامعة الجزائر ناهيك عن مشكل الاكتظاظ الذي طرح بكثرة السنوات الأخيرة إلى جانب مشكل عدم إيجاد معادلة للحاصلين على الشهادة التطبيقية الذين يزاولون الدراسة لمدة ثلاث سنوات· وكانت التنظيمات الطلابية قد هددت بشن إضراب وطني مفتوح في حالة عدم فتح باب الحوار من طرف الوصاية، وذلك بعد التقارير المرفوعة من طرف مختلف المكاتب الولائية، بحيث كشف تقرير عن جامعة منتوري بقسنطينة أن الوضع بها خطير ومتعفن، ولم يسبق وأن عاشته من قبل، في ظل غياب الحوار وعدم تمكين طلبة الماستر من التسجيل والالتحاق بأقسام الدراسة بعدما منعوا من الإيواء بالاقامات الجامعية ناهيك عن ضرب رئاسة الجامعة القرار الوزاري المؤرخ في 11 أكتوبر 2010 عرض الحائط والمتعلق بتسجيل طلبة النظام الكلاسيكي الذين أنهوا الدراسة بالسنة الأولى ماستر، وهو ما تم بكل جامعات الوطن باستثناء جامعة قسنطينة· مشاكل أخرى متعددة طرحتها التنظيمات الطلابية في تقاريرها المرفوعة منها مشاكل الإيواء، الإطعام، النقل، الأمن مثل ما جاء ببيان المكتب الولائي لسيدي بلعباس وبشار، برج بوعريريج، بجاية، قسنطينة وغيرها من جامعات ولايات الوطن، كلها مشاكل لا تزال عالقة لغاية الساعة بالرغم من النداءات والمراسلات العديدة التي تواظب المكاتب الولائية على نشرها وإرسالها إلى الجهات المعنية، غير أنها لم تجد صدى مما أدى إلى الإشعار بهذا الإضراب الذي سيكون مفتوحا إلى غاية إيجاد الوصاية الأجواء المناسبة لتتشاور والتحاور مع ممثلي الطلبة·