يعتقد الأهل أنهم يدركون الأفضل لولدهم، ويعتبرون أنه يحتاج أحياناً إلى توجيههم عندما يتعلق الأمر باتخاذ خيارات مصيرية في الحياة، سواء كان ذلك متعلقاً بمواضيع الدراسة أو الخيارات حول مواصلة التعليم والعمل والارتباط لاحقاً. لكن يصبح التدخل غريباً عندما يرتبط بهواية أو رياضة، خصوصاً عندما لا يعترف الآباء أنهم يحاولون عيش أحلامهم من خلال أولادهم عبر تشجيعهم على ممارسة هوايات أو ألعاب رياضية كانوا يرغبون في القيام بصغرهم. والد (إيمان.ا) اضطر للتخلي عن هوايته مع تقدُّمه في السن وافتقاره للياقة البدنية، فرغب في نقل هوايته لولديه، قام بتسجيل تمارا وشقيقها في نادٍ للفروسية للتدرب على ركوب الخيل. تقول تمارا إنَّ والدها كان يتوقَّع منهما أن يُحبَّا هذه الهواية لأنه أحبها في شبابه، في حين كانت هي وشقيقها غير مكترثين لها، فغالباً ما كانا يختلقان الأعذار من درس أو امتحانات أو لقاء بالأصدقاء لتجنب هذا (القصاص). فوجدا أنه من الضروري أن يتصارحا معه، فأخبراه أنه من الضروري عليهم التوصل إلى نقطة مشتركة، فهما لا يريدانه أن يستاء منهما وفي الوقت نفسه ألا يجبرهما على ممارسة هذه الهواية التي لم يجدا أي شغف يشدهما إليها، وحاولا إقناع والدهما بضرورة التخلي عن فكرة تحويل حلمه نحوهما طالبين منه السماح لهما بتحقيق أحلامهما الخاصة. تسلُّط الأهل! يبدأ الآباء والأمهات الذين انكسرت أحلامهم الخاصة بوضع آمالهم في أولادهم كي يحققوا لهم تلك الأحلام، إذ يعتقدون أنَّ أولادهم امتداد لهم، وبالتالي عليهم تحقيق ما لم يتحقق، وهذا ما يعرف بال Unfulfilled dreams of Parents. ويحاول الأهل منع أولادهم من ممارسة الهواية التي يرغبون فيها، عازين السبب إلى أنها تبعدهم عن درسهم وتشتت أفكارهم، كما يعتبرونها تضييعاً للوقت ومصروفاً زائداً هم بغنى عنه. ويلفت الاختصاصي بعلم النفس العيادي الدكتور مايكل خوري ل(النهار) إلى أنَّ (الأهل يجبران ولدهم على خوض تجربة أو الاشتراك في نشاط أو لعبة معيَّنة، ما يؤثِّر فيه ويسبِّب له ضغوطاً نفسية، تمنعه من الإقبال على هوايات أخرى وأنشطة مختلفة، لذا، على الأهل أن يعوا أهمية دورهم في تنمية هوايات الولد وجعله يستمتع بها ويستفيد منها، كما عليهم احترام ميوله ورغباته، ودعمه وتوفير البيئة المناسبة له من حيث إيجاد الأدوات التي يحتاج إليها للقيام بالهواية وتوفير الزمان والمكان المناسبين لممارسة هذه الهواية). * نصائح وخطوات يجب على الأهل أن يدركوا أن أولادهم قد يرثون مظهرهم أو طباعهم ولكنهم قد لا يرثون هواياتهم، لذا: - لا تفترضوا أنه إذا كنتم تحبون ممارسة هواية أو رياضة معينة فهذا يعني أن ولدكم سيكون مهتماً بها هو أيضاً. - اسألوا ولدكم (ما الرياضة أو الهواية التي تفضلها؟) أو (ما الهوايات أو الأنشطة التي لا ترغب في القيام بها؟). - لا تجعلوه يتخلى عن أحلامه خصوصاً عندما تجدون أن ولدكم يفضِّل هواية معينة، دعوه يحققها، وحاولوا الاهتمام بهذه الهواية عبر معرفة المزيد عن تفاصيلها ومتطلباتها. - اتخذوا خطوات تساعده في تحقيق أحلامه وهواياته، كأن تأخذوه للتمرن على دروس الرقص، أو لعب كرة القدم معه في الفناء الخلفي للمنزل أو في ملعب رياضي، أي حاولوا تجربة هذه الهواية معه وتمتعوا باللحظات التي يشارككم بها في تحقيق حلمه.