بن غبريط تستعين بالتلفزيون لمحاربة الظاهرة بعد تضافر الجهود لتطبيق الإصلاح التربوي وتحسين ظروف التدريس من خلال المشروع الذي أطلقته وزيرة التربية نورية بن غبريط والمتمثل في دروس تبث على قنوات التلفزيون الجزائري بعد استكمال إجراءات الاتفاقية مع كل من التلفزيون الجزائري والمركز الوطني للتعليم عن بعد ووزارة التربية، لمساعدة الطلبة في استيعاب الدروس وتحليل التمارين التي تخص مختلف المواد التي يمتحن فيها التلاميذ خاصة لفائدة الأقسام المقبلة على الامتحانات النهائية لكل من شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، وذلك تحت مسؤولية الجميع بما في ذلك الهيئات المحلية والمديريات التنفيذية والنقابات والأولياء لذا يمكن اعتبار هذا المشروع آلية من آليات القضاء على الدروس الخصوصية. من هذا المنطلق ارتأت (أخبار اليوم) النزول إلى بعض المؤسسات التربوية لرصد آراء بعض الأساتذة والأولياء حول المبادرة التي قامت بها وزيرة التربية ومدى تأثيرها على التلاميذ، وهل فعلا ستقضي على آفة الدروس الخصوصية التي تستنزف جيوب الجزائريين، حيث لقى المشروع استحسان الأولياء فيما اختلفت الآراء بين الأساتذة فمنهم من اعتبره قيما وسيحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، بينما رأى آخرون أن تأثيره سيكون محدودا باعتبار أن الدروس الخصوصية تعتبر وجاهة اجتماعية لبعض الأسر، فيما ذهب البعض الآخر إلى القول بأن المشروع يفتقد التفاعلية مع المعلم الذي يعد الأساس في فهم الدرس. شهادات ... البداية كانت مع السيد (ن.ك) مدير بمؤسسة تربوية، حيث أكد أنه رغم أن هذه الدروس أعدت وفقاً لمعايير مبسطة، وأشرف عليها موجهون في مختلف المواد، وصورت لمعلمين أكفاء إلا أنه من المستحيل القضاء على تلك الظاهرة بتوفير بدائل لها، مؤكداً أن التغيير يجب أن يأتي أولا من المنزل، مضيفاً أنه في العديد من المرات تم اتخاذ تدابير عدة لمكافحة الدروس الخصوصية، إلى جانب إجراءات ومشروعات الوزارة، أبرزها مبادرة (دروس التقوية) التي تم تعميمها على المدارس الحكومية كافة في الجزائر خلال أيام العطل، حتى يعتمد عليها الطالب بدلاً عن المدرس الخصوصي، إلا أن الطلاب رغم ذلك يصرون على الدروس الخصوصية، التي تعتبرها بعض الأسر نوعاً من الرفاهية يتباهون بها). وهو تقريبا نفس الرأي الذي ذهب إليه السيد (خ.ف) أستاذ في الطور الثانوي، موضحا أن هناك طلابا يحصلون على دروس خصوصية لدفع معلم المادة إلى رفع درجاتهم في التقويم المستمر، وليس بهدف التعلم، لذا فإن تغيير ثقافة المجتمع هي الأهم في محاربة هذا النوع من التجارة بالتعليم، التي لن تقضي عليها الدروس التي تبث على شاشات التلفزيون، لوجود إشكالات في ثقافة الطلبة يجب أن تحل أولا. فيما ذهب السيد (م. جمال) أستاذ في الطور الابتدائي إلى اعتبار المشروع الجديد جيدا نسبيا فهو سيؤدي حسبه إلى تراجع اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن القضاء على تلك الظاهرة نهائيا أمر لا يمكن تأكيده، أما الأستاذ (س. ر) فاعتبر هو أيضا المشروع قفزة نوعية في العملية التعليمية بشكل عام، لكنه لن يكون له تأثير في مشكلة الدروس الخصوصية، كون من يلجأون إليها غالباً من الطلبة المتأخرين دراسياً. في نفس السياق، أكد أساتذة آخرون أن الدروس التي تبث على التلفاز لن تغني التلاميذ عن الدروس الخصوصية، لافتقادها التفاعل مع المعلم، موضحين (لا يمكن أن يستمع التلميذ إلى معلم يشرح نقطة محددة، من دون أن يوقفه لمزيد من التوضيح والشرح، الأمر الذي سيجعلهم لا يعتمدون عليها بشكل أساسي فهي تصلح لأن تكون مرجعاً يعودون إليه إذا احتاجوا إلى سماع شرح المعلم، كنوع جديد من المراجعة إلى جانب الملخصات والكتب الدراسية. من جانبهم أولياء التلاميذ استحسنوا هذه المبادرة التي اعتبروها رائعة بالنسبة لوالدة رضا التي تقول (أنا شخصيا سأعتمد عليها في مادة الفيزياء حتى أستطيع التواصل مع ابني) لتواصل الحديث السيدة مليكة أن هذه المبادرة مهمة ولها أهداف قيمة خصوصاً أن الطالب سيجد الدروس مشروحة بأساليب متطورة. أما السيد (نورالدين) أب لخمسة أطفال منهم من هم في الأقسام النهائية فاعتبر هذه الدروس مصدرا ثريا لطلبة المنازل، وستساعدهم على الفهم العميق للمواد، لأنها تقدم المعلومة بطريقة جذابة ومبسطة، خصوصاً أن تلك الفئة عادة ما يفوتها الكثير من الدروس، مشيراً إلى أنها ستكون أيضاً بمثابة مرجع عام لطلبة التعليم العام، كما يمكن الاستفادة منها في تدريب المعلمين الجدد على طريقة الشرح.