طالب الحاج محمد الطاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين أمس، الحكومة وبالتحديد ثلاث وزارات متمثلة في كل من وزارة الفلاحة والتجارة والنقل ، بضرورة التنسيق من أجل إنشاء مخازن من أجل تخزين المواد الغذائية بالمناطق والولايات المعزولة بسبب تهاطل الثلوج والأمطار وسوء الأحوال الجوية، وذلك من اجل تفادي النقص والعجز في المواد الاستهلاكية الضرورية التي يستعمكلها المستهلك والتي تعرف نقصا فادحا كلما ساءت احوال الطقس، وكي يتمكن سكان المناطق المعزولة بسبب سوء الأحوال من اقتناء متطلباتهم اليومية. وأوضح بولنوار، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر الاتحاد بالجزائر العاصمة رفقة بعض التجار والتي جاءت تحت عنوان آثار الاضطرابات الجوية على التموين والأسعار ، أن لابد من تجديد تموين هاته المخازن كل شهرين إلى ثلاثة أشهر من حبوب جافة والخضر والفواكه من اجل ضمان صحية استهلاكها، مشيرا إلى أنه وبحسب خبراء التغذية يتم استهلاك ما بين 30 إلى 40 طنا من الخضر والفواكه في موسم الشتاء، متأسفا أننا في عام 2015، وليس هناك مخطط إنتاج زراعي يسيّر السوق الجزائرية، وفي نفس السياق دعا الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحكومة إلى ضرورة التفكير الجدي في تدعيم خطوط السكك الحديدية وإيصالها إلى أبعد وأصعب نقطة من التراب الوطني لتسهيل عملية التنقل ونقل السلع والبضائع إلى الاشخاص القاطنين في مناطق صعب التنقل بها بوسائل نقل اخرى بسبب أحوال الطقس، والتي تعجز في الغالب الحافلات والشاحنات عن نقلها أو يقومون برفع تكلفة النقل بالنظر إلى الصعوبات الكبيرة التي يلاقونها وبذلك ارتفاع اسعار الخضر والفواكه في سوق التجزئة. وفي هذا الصدد أكد بولنوار أن قطاع النقل حيوي جدا في عملية التموين وكل خلل فيه قد يؤثر سلبا على المواد الاستهلاكية، والتي قد تصبح غير صالحة للاستهلاك بسببه، وبهذا قال المتحدث انه يرفض رفضا قاطعا أن يتم اتهام التجار في زيادة أسعار السلع في فترة سوء الأحوال الجوية بالذات، موضحا أن التجار يضطرون دفع مال أكثر من اجل جلب السلع وهذا ما يجعلهم يرفعون سعر المنتوجات الاستهلاكية في السوق. ومن جهته، قال محمد مجبر رئيس اللجنة الوطنية لممثلي أسواق الجملة للخضر والفواكه أن هناك ارتفاع في اسعار الخضر والفواكه هذه الأيام تتراوح ما بين 10 إلى 20 بالمائة، مرجعا السبب إلى سوء الأحوال الجوية التي تشكل على حد تعبيره عائقا من حيث النقل وقطف الثمار، مشيرا إلى أن سعر البطاطا في أسواق الجملة منذ أسبوع كان 35 دينار جزائري فيما عرف ارتفاعا في هذه الأيام بسبب سوء الأحوال الجوية وصل إلى 45 دينار جزائري للكيلو غرام الواحد. واعتبر مجبر أن المشكل التي تعاني منه السوق الجزائرية في الأساس هو ضعف الإنتاج، مشددا في سياق حديثه على ضرورة رفع الانتاج الوطني في موسم الشتاء بالذات من اجل تفادي النقص أو العجز الذي قد يحدث في المواد الاستهلاكية، مشيرا في سياق آخر أن السوق الجزائرية إن لم يكن فيها إنتاج كافي يغطى العجز لا يمكننا التحكم في قانون العرض والطلب، بحيث الزيادات تختلف كل يوم وفي كل موسم على حسب تعبيره. وعن ارتفاع الأسعار، أَضاف رئيس اللجنة الوطنية لممثلي اسواق الجملة للخضر والفواكه أن الخضر والفواكه الغير موسمية والتي يتم إنتاجها عن طريق البيوت البلاستيكية هي التي تعاني من ارتفاع الأسعار، مثل: الطماطم، الفلفل حلو، والفلفل الحار والفصوليا الخضراء. الخبز كذلك يتأثر بتقلبات الجو من جانبه، أكد عمر عمار رئيس لجنة الخبازين أن سوء الأحوال الجوية لا تؤثر سلبا فقط على المواد الاستهلاكية كالخضر والفواكه، بل المخابز تتأثر بذلك كذلك، كون معظم مصانع الفرينة موجودة في الشرق الجزائري، موضحا انه عندما تكون سوء الأحوال الجوية يحدث تذبذبا في مادة الخبز بسبب نقص مادة الفرينة إزاء تساقط الثلوج، وأشار عمر عمار أن التقلبات الجوية تأثر على التجارة بصفة عامة ولا يمكن حصرها على نوع خاص بتجارة معينة، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول إيجابية.