يعيش سكان حي 384 مسكن الواقع على مستوى بلدية بني مسوس حالة من الغليان والتذمّر الشديد اتجاه السلطات المحلية والولائية التي أدارت ظهرها لانشغالاتهم وشكاويهم فيما يخص تهيئة الحي الذي يعاني نقائص بالجملة وإنهاء معاناتهم التي دامت لأزيد من 15 سنة وأصبحت لا تحتمل في ظل غياب أدنى ضروريات العيش، والتي انجرت عن الإهتراء الكامل لكل مسالك الحي وانسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في تسرب المياه القذرة وسط الحي مما أدى إلى انتشار الروائح، ناهيك عن تراكم النفايات في كل أركان الحي مما جعل منه مفرغة عمومية تعد ملجأ لكل أنواع الحشرات والحيوانات الضالة. وفي جولة ميدانية ل (أخبار اليوم) إلى الحي، أعربت لنا لجنة الحي وعدد من السكان عن استيائهم تجاه سياسة الصمت المطبق والتهميش الذي فرضته عليهم السلطات المحلية التي ناشدوها دون أن يتلقوا أي رد على شكاويهم، وأكد لنا هؤلاء أن السلطات لم تكلف نفسها عناء التنقل والوقوف على وضعية الحي من اجل المعاينة رغم أن المواطنين يتخبطون في معاناة جراء الحالة الكارثية التي يتواجد عليها الحي. وفي ظل لامبالاة السلطات وتذمّر السكان، أكد لنا هؤلاء أنهم سيقومون خلال الأيام القليلة القادمة بالاحتجاج وغلق الطريق علاّ وعسى تُسمع أصواتهم لدى المسؤولين ولفت انتباههم لحجم الخطورة والوضعية المزرية التي يتكبدونها. وفي السياق ذاته سجلنا معاناة هؤلاء المواطنين التي تبدأ من انسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة في كل أرجاء الحي والتي أصبحت تشكل هاجس السكان، خصوصا أن الأوضاع تتأزم لدى سقوط الأمطار أين تمنع عليهم تلك السيول وانجراف المياه والأوحال من المشي واجتياز مسالك الحي، حيث يصبح المكان عبارة عن وديان تتسرب إلى المنازل التي تتواجد في الطوابق السفلية من العمارات. واشتكى هؤلاء المواطنين من إهمال مصالح البلدية للحي وتهميشه فيما يخص النظافة حيث أن الحي أصبح مفرغة عمومية نتيجة تراكم الأوساخ والنفايات في كل أركانه والتي يتجاهل عمال النظافة بالبلدية رفعها لتبقى تصنع ديكور الحي وتسبب في انتشار الروائح وكل أنواع الحشرات التي تتقاسم السكان حياتهم وترهق كاهلهم، فهي -حسب- شهادة هؤلاء تتسبب لهم في أمراض تعرّض حياتهم وحياة أولادهم للخطر، وأضاف هؤلاء أن الحي يعرف ارتياد الخنازير التي تتواجد في غابة الواد المحاذي للحي والذي اعتبره هؤلاء مصدر آخر لمعاناتهم، حيث أكدوا أنه يزيد من انتشار الحشرات والأفاعي التي ترتد أيضا على الحي خاصة في فصل الصيف. وإضافة إلى تلك النقائص فسكان الحي معرّضون لخطر الموت جراء الطريقة الفوضوية والغير آمنة التي تم بها إيصال منازلهم بالكهرباء، كما أن غياب الإنارة العمومية بمعظم أرجاء الحي يعرض هؤلاء السكان للاعتداءات والسرقات ليلا من طرف الشباب المنحرف خاصة أن الحي حسب ما أكده قاطنوه أصبح ملجأ لفئة من الشباب المنحرف الذين يجدون كل فرص الاختفاء سانحة من أجل تعاطي المخدرات وممارسة مهنة السرقة والاعتداء على السكان وسلب ممتلكاتهم. كما أن الحي يفتقر إلى المرافق الاجتماعية، حيث سجلنا شكاوي الشباب والأولياء حول غياب مرافق تكمكنهم من ممارسة هواياتهم كالرياضة واللعب، فالوضعية التي يتواجد عليها الحي تشكل خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للسقوط بسبب إهتراء الطرقات والمطبات تسبب لهم في جروح بليغة. وأمام هذه النقائص المتعددة، يناشد هؤلاء السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية من أجل انتشالهم من الكارثة التي تعيق حياتهم وتمنع عنهم الإحساس بالحياة، وذلك بإعادة إطلاق مشاريع تهيئة الحي وإصلاح قنوات صرف المياه وتزفيت الطرقات ورفع الأوساخ والقاذورات على السكان لتفادي حدوث كوارث بشرية لا يُحمد عقباها، كما أن الحي مهدد بالفيضانات من جهة وخطر الأمراض والأوبئة من جهة أخرى.