قال الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمّع البحوث الإسلامية، إن سيّدنا أبا بكر الصدّيق رضي اللّه عنه لم يقتل أحدا بالحرق كما استندتْ (داعش) في فتواها الباطلة لقتل الطيّار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، واصفا هذه الرواية بالباطلة. أوضح أمين عام مجمّع البحوث الإسلامية أن أعمال الحرق المذكورة في فكر ابن تيمية بعيدة عن مبادئ الإسلام ومرفوضة من جانب علماء الأزهر، وقال: (ابن تيميةَ ليس نبيا وليس معصوما من الخطأ وأفكاره هذه مردود عليها)، وأضاف أنه لا يجب محاكمة الأزهر الشريف بما كتبه ابن تيمية، فكتاباته مردود عليها من جانب العلماء وأمور كثيرة منها تمّت مراجعتها، مشيرا إلى أن جامعة الأزهر لا تقوم بتدريس كلّ التراث الإسلامي كما يظنّ البعض، فهو تراث ضخم يمتدّ لأكثر من 14 قرنا، لكن ما يدرّس في الأزهر مقتطفات من النصوص وتتمّ مناقشة هذه القضايا والنصوص والردّ عليها. وأوضح عفيفي أن البخاري أكَّد حديث الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا يعذِّب بالنَّارِ إلاّ ربُّ النّار)، وبالتالي (داعش) اختصّت نفسها بالحقّ الإلهيِّ، وهذا نوع من منازعة المولى سبحانه وتعالى في اختصاصه. ووصف عفيفي جرائم (داعش) بأنها ممارسات سادية لا نجدها حتى في عالم الغابة. للإشارة، فقد أعلن تنظيم (داعش) في شريط فيديو تناقلته مواقع على شبكة الأنترنت الثلاثاء الماضي أنه أعدم الطيّار الأردني معاذ الكساسبة الذي كان يحتجزه منذ 24 ديسمبر الماضي بحرقه حيّا. وتضمّن الشريط صورا للشابّ الذي قدّم على أنه الطيّار، وقد ارتدى لباسا برتقاليا ووضع في قفص حديدي اندلعت فيه النيران، وقد استحال مع النّار إلى كتلة لهب واحدة. وحمل الشريط عنوان (شفاء الصدور). وكانت طائرة معاذ الكساسبة أسقطت في 24 ديسمبر الماضي في مدينة الرقّة شمال سوريا، والطائرة كانت تشارك في عمليات التحالف، واحتجز عناصر من تنظيم (داعش) الطيّار الأردني كرهينة. ويبلغ معاذ من العمر 26 عاما، من سكان محافظة الكرك جنوبالأردن، وكان انضمّ إلى سلاح الجو الأردني قبل ستّ سنوات.