قالت صحيفة (التايمز) البريطانية إن كلاّ من السعودية والإمارات العربية المتّحدة دخلتا في شجار مع الولايات المتّحدة الأمريكية حول سياستها اتجاه الدولة الإسلامية، حيث أنهما طالبتا بتسليح القبائل السُنّية العراقية من أجل أن تكون قادرة على مواجهة (الدولة). يبيّن التقرير أنه رغم أن الإمارات علّقت مشاركتها في الحرب ضد الجهاديين في ديسمبر بعد إلقاء القبض على الطيّار الأردني معاذ الكساسبة خوفا على طيّاريها إلاّ أنها وافقت أخيرا على إرسال مجموعة من الطائرات لمساعدة الأردن الذي يشنّ منذ أيّام غارات متتالية على مواقع للدولة الإسلامية في الرقّة. وترى الصحيفة أنه بالرغم من ذلك إلاّ أن الخلافات ما تزال قائمة بين الدول العربية المشاركة في التحالف الدولي من جهة، والولايات المتّحدة من جهة أخرى. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الإمارات طلبت نقل طائرات تجسّس إلى شمال العراق كي تكون قريبة من سوريا. وقالت (التايمز) البريطانية إنه بعد اعتقال الطيّار الكساسبة كانت هناك طائرة تجسّس أمريكية للبحث والإنقاذ مرابطة في الكويت، أي على بعد ثلاث ساعات من الرقّة. وتمّ نقل طائرات بلاكهوك إلى شمال العراق. ويستدرك التقرير أن الدول الخليجية ما تزال غير راضية عن فشل الولايات المتّحدة في تسليح القبائل السُنّية في وسط وجنوب العراق، وهو ما يؤثّر على جهود قتال (الدولة). وقد تعاونت عدد من القبائل مع الجهاديين، إمّا خوفا منهم أو لأنها تمقت الحكومة الشيعية في بغداد. وتنقل الصحيفة عن مصادر إماراتية قولها إن مؤتمر لندن الذي عقد الشهر الماضي لتقييم الحملات الجوّية التي قام بها التحالف منذ أوت ضد الدولة شهد حالة من الرضا عن النّفس. وزعم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه تمّ التخلّص من نصف قيادة الدولة الإسلامية، وقال: (شاهدنا في الأشهر الأخيرة وقفا لزخم تقدّم الدولة وفي بعض الحالات تراجعا). وأضاف كيري متحدّثا للصحفيين إن (القوّات البرّية مدعومة بالغارات الجوية قد استعادت 700 كيلومتر مربّع). ويورد التقرير أن المصادر الإماراتية تقول إنه لم يتمّ التعاون بشكل جدّي مع القبائل السُنّية. وقال مصدر إن المعركة القادمة لاستعادة الموصل ستكون انقلابا إعلاميا للدولة الإسلامية إن تمّت إدارتها عبر غارات تقوم بها الولايات المتّحدة من الجو بالتعاون مع المليشيات الشيعية المدعومة من إيران التي يشرف عليها قائد فيلق القدس اللّواء قاسم سليماني. وتشير الصحيفة إلى أن دول الخليج تعتقد أن الدولة الإسلامية جنّدت عددا من القبائل السُنّية التي عانت من التمييز والاضطهاد على يد الشيعة، وعليه فإقناع هذه القبائل بالتخلّي عن الدولة أمر مهمّ لهزيمة الأخيرة. وحسب مسؤول سعودي في الرياض فإنه (لم يتمّ بذل الجهود اللاّزمة لإقناع القبائل السُنّية بالتخلّي عن الدولة الإسلامية). ويرى المسؤول أن (إعطاء السُنّة حصّة وتأثيرا في السلطة في بغداد هو الوسيلة الوحيدة لهزيمة الدولة الإسلامية). ويضيف المسؤول للصحيفة أن منحهم (عددا من الوزارات ليس كافيا)، في إشارة إلى جهود رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقال المسؤول السعودي: (تحسّنت الأمور في ظلّ العبادي، لكن حكومته ليست حكومة وحدة وطنية). ويفيد التقرير بأن مظاهر الطائفية في ظلّ حكومة نوري المالكي الذي أزيح عن السلطة العام الماضي زادت. وتختم (التايمز) تقريرها بالإشارة إلى أنه في تلميح ناقد لسياسة التحالف قالت صحيفة حكومية إن التحالف لم يف بوعوده لدعم السُنّة في الأنبار ولم يتمّ تحضيرهم أو تسليحهم للمشاركة في الحرب.