أعرب نشطاء وسياسيون فلسطينيون ومنظمات فلسطينية عدة مناهضة للتطبيع مع (إسرائيل) عن استنكارهم الشديد للزيارة المرتقبة التي قيل إن الشاعر المصري هشام الجخ يعتزم القيام بها لمدينة الناصرة داخل الخط الأخضر لإقامة أمسية شعرية في ال21 من فيفري الجاري برعاية بعض المؤسسات البلدية الحكومية والتجارية هناك. وامتلأت المواقع الفلسطينية منذ أيام بتساؤلات عن تلك الزيارة، وهل بالفعل سيقبل الشاعر الجخ الفائز بجائزة (شاعر المليون) أن يدخل الأراضي الفلسطينية بتصريح من الاحتلال ، وهل يقع الشاعر في فخ التطبيع، أم سينتصر للقضية الفلسطينية ويلغي زيارته؟ وناشدت (الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل) الجخ إلغاء أمسيته المرتقبة، مؤكدة أن العرض -بغض النظر عن النوايا- يخالف معايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع. وقالت الحملة -وهي جزء من حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها التي تمثل أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والمهجر- في بيان لها، إنه اتضح لها مؤخرا أن الجخ سيدخل إلى أراضي ال48 بتصريح خاصّ يصدر عن علاقة تطبيعية بين السلطات المصرية والسلطات الإسرائيلية تحكمها اتفاقية كامب ديفد، مؤكدة أنه في الأيام القليلة الماضية قامت جهات مصرية وفلسطينية بمناشدة الشاعر مباشرة وبعيدا عن الإعلام في البداية التخلي عن فكرة الزيارة، إلا أن هذه المناشدات -وإن تم التفاعل معها- لم تؤد إلى استجابة حقيقية من الجخ. وأعلنت منظمة (فلسطينيون ضد التطبيع) في بيان لها عن استنكارها الشديد اعتزام الجخ زيارة الناصرة، مؤكدة أن عروض الفنانين من الوطن العربي في الأراضي الفلسطينية أمر مخالف للمعايير التي وضعتها جميع الحملات العربية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل والتي بدأ تشكيلها منذ قيام دولة الاحتلال الصهيوني. واعتبرت المنظمة أن في هذه الزيارات الفنية اجتيازا للخطوط السياسية الحُمْر على مستوى العالم العربي وخرقا للثوابت الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى كسر الحاجز النفسي في التعامل مع (دولة الاحتلال ومؤسساتها). وناشد حزب التجمع الوطني الديمقراطي في مناطق 1948 الجخ إلغاء الزيارة باعتبارها تطبيعا مع الاحتلال، وأكد التجمع في بيان على موقفه المناهض للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل (باعتبارها دولة عنصرية ومحتلة ومعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية). وقال البيان نحن نحترم الشاعر، ونحب شعره وكل المثقفين العرب من كتاب وشعراء وأدباء، الملتزمين بقضايا أمتهم القومية والديمقراطية، ولكننا نعتبر قدومهم عبر السفارة الإسرائيلية خطأ سياسيا، خاصة أننا نعتبر أن الموقف التاريخي والثقافي من إسرائيل كدولة كولونيالية ومعتدية هو الحصن الأخير للحفاظ على ضمير الأمة وعلى الرواية التاريخية . في المقابل التزم الجخ الصمت تجاه تلك الانتقادات، فلم يصدر بيانا أو تصريحا يوضح حقيقة زيارته.