أجمعت نخب صهيونية على أن هناك توافقا بين دولتهم والولاياتالمتحدة، على ضرورة الإبقاء على نظام بشار الأسد، على اعتبار أنه أفضل الخيارات المطروحة. وأكدت هذه النخب أن قيام التحالف الدولي بالتنسيق مع النظام السوري في تنفيذ الهجمات التي تستهدف تنظيم الدولة في سوريا يدلل على التوجه الأمريكي. وقال المعلق أوري شلاف، إنه لم يكن من المفاجئ أن يخبر بشار الأسد تلفزيون بي بي سي أن دول التحالف تبلغه عبر العراق بالهجمات التي يتم تنفيذها ضد تنظيم الدولة. وفي مقال نشره موقع وللا الإخباري صباح أمس الأربعاء، شدد شلاف على أن الرئيس أوباما حسم أمره وقرر تفضيل الطاغية المسؤول عن جرائم الإبادة الجماعية على التنظيم الجهادي ، مشددًا على أن هذا ما تفضله إسرائيل أيضًا. من ناحيته، قال الجنرال دان حالوتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، إن الإبقاء على نظام الأسد بات يمثل مصلحة إسرائيلية أمريكية من الطراز الأول، على اعتبار أنه يمثل سدّا منيعًا أمام إمكانية تحول سوريا إلى نقطة للانطلاق في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل والغرب. وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية، أعرب حالوتس عن ارتياحه لأن الولاياتالمتحدة والغرب باتا يدركان حجم العوائد الإيجابية الناجمة عن الإبقاء على نظام الأسد مقارنة بالمخاطر الناجمة عن سقوط سوريا في قبضة الجهاديين السُنة . وأضاف حالوتس: الأمر لا يحتاج إلى كثير من الشرح، فقد حافظ نظام عائلة الأسد على الحدود مع إسرائيل هادئة لمدة 40 عامًا، في حين أن هذه الحدود اشتعلت بمجرد أن تعرض استقرار هذا النظام للخطر . وفي السياق ذاته، قال إسحاق مردخاي، وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، إنه على الرغم من علاقة النظام السوري القوية بكل من إيران وحزب الله، إلا أن مخاطره تبقى أقل بكثير من مخاطر الحركات الجهادية السنية. وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي بعد ظهر أمس، نوّه مردخاي إلى أن التجربة دللت على أن إسرائيل بإمكانها مراكمة قوة ردع مهمة أمام كل من سوريا وحزب الله وإيران، في حين أنه يكاد من المستحيل مراكمة الردع أمام الحركات السنية. واعتبر مردخاي حركة حماس مثالاً صارخًا على خطورة الحركات السنية، مشيرًا إلى أن إسرائيل اضطرت خلال ست سنوات إلى شن ثلاث حروب ضد هذه الحركة، دون أن تتمكن من استئصال رغبتها في تحدي إسرائيل، على الرغم من أنها أضعف أعداء إسرائيل من حيث الإمكانيات والتسليح.