أبدت تشكيلات سياسية وشخصيات مختلفة رفضها للنداء الذي أطلقته التنسيقية الوطنية للمعارضة التي دعت إلى الخروج إلى الشارع يوم ال 24 من الشهر الجاري من أجل المطالبة بمرحلة انتقالية، وهذا ما أثار حفيظة بعض الأحزاب التي أكّد قادتها رفضهم أن تستعمل التنسيقية الشارع كورقة لتصفية حسابات سياسية، معتبرين ذلك لعبا بالنّار، مؤكّدين أن استقرار الجزائر أولى وأهمّ من كلّ الحسابات الضيّقة. أجمعت بعض الأحزاب التي لها وزن في الساحة السياسية على رفضها القاطع لما قرّرته التنسيقية الوطنية للانتقال الديمقراطي يوم ال 24 من الشهر الجارين، معتبرة أن هذا الأمر بمثابة إشهار السيف في وجه الدولة بدلا من طلب ما يريدونه بطريقة سلمية وحضارية ترقى إلى مستوى التبادل الفكري. وسبق لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني التعبير عن رفضها لاستخدام لغة الشارع وسيلة للتعبير عن مطالب سياسية معيّنة بغض النظر عن مضمونها، وهو نفس موقف التجمّع الوطني الديمقراطي وفعاليات حزبية أخرى. غول لتنسيقية المعارضة: خافوا ربّي في هاذ لبلاد حذّر عمار غول أوّل أمس التنسيقية الوطنية للمعارضة من تبعية الخروج إلى الشارع بطريقة استفزازية في إطار محاولة تفجير الوضع، قائلا إن (من يريد أن يفجّر الشارع يريد أن يفجّر الجزائر)، مندّدا ونابذا استعمال الشارع كورقة ضغط، موضّحا أن ممارسة السياسة في الشارع لعب بالنّار، (وإذا اشتعلت النّار ستأكل الجميع). و أشار غول إلى أن الجزائر لم تندمل بعد جراحها التي عانت منها إبّان العشرية السوداء، مؤكّدا أنه كلّ فرد يمكنه أن يطلب ما شاء من الحكومة، لكن بطريقة حضارية، قائلا: (خافو ربّي في هاذ البلاد). وفي هذا الإطار رفض غول الذهاب الجزائر إلى (اللاّ دولة)، مذكّرا بأن سيف الربيع العربي -على حد تعبيره- لازال مسلولا وموضوعا على رقابنا، مضيفا أن (اللاّ دولة) هي المصيبة إن حلّت بالجزائر. وأردف غول أن الجزائر (محتاجة مهما اختلفنا إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وإيجاد الحلول بعيدا عن تأجيج الصراعات وتفجير الوضع). بن يونس: إنهم يريدون ضرب استقرار الجزائر يوم 24 فيفري من جهته، قال عمارة بن يونس، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، إن دعوة بعض أحزاب المعارضة منها تنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى لاحتجاج عن طريق مسيرة شعبية يوم 24 فيفري الحالي ضد عمليات استكشاف الغاز الصخري محاولة مباشرة لزعزعة استقرار البلاد وخدمة أجندات أجنبية. وأضاف بن يونس في تجمّع شعبي لمناضلي حزبه في مدينة مغنية الحدودية بولاية تلمسان أنه يتحدّى المعارضة أن تستطيع حشد تأييد شعبي في المسيرة التي تدعو إليها يوم 24 فيفري لأنها في واد والشعب في واد آخر. سعداني يفتح النّار على قطب المعارضة أمّا الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني ففتح النّار على أقطاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، متّهما أعضاءها دون أن يذكرهم بالاسم بأنهم غير ناضجين سياسيا بحجّة دعوتهم إلى التغيير عن طريق الشارع وليس عبر إطار الدستور والقانون. ودعا عمار سعداني الأحزاب السياسية إلى التحاور فيما بينها بشأن القضايا التي تهمّ البلاد من أجل ضمان أمن الجزائر واستقرارها، كما اغتنم الفرصة ليؤكّد أن لقاءه بالأحزاب السياسية لن يفتح أبدا باب الحوار حول الرئاسيات السابقة، ما يعني أن (الأفالان) لن يباشر حوارا سياسيا يشكّك في شرعية انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. الأرندي : هل تريدون عودة الفوضى؟ من جانبه، شنّ التجمّع الوطني الديمقراطي هجوما على تنسيقية الانتقال الديمقراطي، متّهما إيّاها بمحاولة العودة بالبلاد إلى الفوضى. تحدّث بيان للأمانة الوطنية لحزب (الأرندي) الأسبوع الماضي عن (أطراف تعمل على رسكلة نفسها تحت شعارات تحاول من خلالها تبرير انقلابها المتسارع)، في إشارة إلى دعوة التنسيقية إلى التغيير الديمقراطي والسلمي. وقدّر البيان أن محاولات هذه الأطراف تبرّر (الارتباك وعدم القدرة على الإقناع)، في وقت تخطّت فيه البلاد -على حدّ تعبير البيان- (أصعب المراحل وهي تواصل تكريس مسارها الديمقراطي التعدّدي وترسيخ الحرّيات وقيم التداول الديمقراطي على مستوى كامل المؤسسات)، فيما أكّد البيان على أن الحزب واع بالتحدّيات ويبقى سندا للشرعية وللمؤسسات وداعما لمسار الإصلاحات.