(أوكسفام): (إعادة بناء غزّة قد تستغرق قرنا) / دقّت ثلاثون منظّمة إنسانية ناقوس الخطر بسبب عدم إحراز أيّ تقدّم في إعادة إعمار قطاع غزّة المدمّر بعد مرور ستّة أشهر على نهاية العدوان الإسرائيلي. وأوقع النّزاع الذي استمرّ خمسين يوما في غزّة حوالي 2200 شهيد في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين، وأكثر من 70 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود. قال بيان مشترك صادر عن منظّمات إنسانية بما في ذلك عدد من الوكالات التابعة للأمم المتّحدة مثل وكالة غوث وتشغيل اللاّجئين الفلسطينيين (أونروا): (نشعر بالقلق حيال التقدّم المحدود في إعادة الإعمار). * تدهور علني تقول المنظّمات الإنسانية إن ظروف حياة الغزّيين التي هي صعبة أصلا، تدهورت بعد العدوان الإسرائيلي، وأضاف: (بينما يستمرّ الحصار الذي تفرضه إسرائيل فإن العملية السياسية إلى جانب الاقتصاد مصابان بالشلل وتدهورت الظروف المعيشية). وحسب البيان فإنه (ما يزال ما يقرب من 100 ألف فلسطيني يعيشون في ظروف صعبة في المدارس وأماكن إيواء مؤقّتة غير مجهّزة للإقامة لفترة طويلة، ويستمرّ انقطاع الكهرباء لفترة تصل إلى 18 ساعة يوميا). وتقول الأمم المتّحدة إن أكثر من مائة ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون في مدارسها في القطاع بانتظار إيجاد حلول أو مساكن. وأكّد البيان أنه (يزيد استمرار عدم دفع مرتبات موظّفي القطاع العام وعدم إحراز تقدّم في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من التوترات). * وعود كاذبة ووعد المجتمع الدولي في أكتوبر في القاهرة بتقديم مساعدة بقيمة 5.4 مليار دولار للفلسطينيين، وتقرّر اِستخدام نصفها لإعادة إعمار غزّة التي دمّرتها عمليات القصف الإسرائيلية الرّامية -حسب إسرائيل- إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزّة. لكن الأمم المتّحدة التي تعاني هي نفسها من نقص الأموال أعلنت في نهاية جانفي تعليق المساعدة المالية التي كان يتوقّعها عشرات آلاف الفلسطينيين لترميم منازلهم أو دفع إيجارات منازلهم في غزّة. وشدّد البيان على أنه (تمّ تعليق المساعدات النقدية للعائلات التي فقدت كلّ شيء، وأن المساعدات الضرورية الأخرى غير متوفّرة نظرا لنقص الأموال). وحذّرت المنظّمات من استئناف القتال، داعية إسرائيل إلى رفع الحصار عن قطاع غزّة، وقالت: (ستستأنف العمليات القتالية حتما إذا لم يحرز تقدّما وإذا لم تتمّ معالجة الأسباب الجذرية للصراع). * قرن آخر من الانتظار قالت وكالة (أوكسفام) للمساعدات إن إكمال إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في قطاع غزّة يمكن أن يستغرق أكثر من قرن ما لم يرفع حصار إسرائيلي يقيد استيراد مواد البناء إلى القطاع. وقالت (أوكسفام) إن غزّة تحتاج إلى مواد بناء تعادل حمولة أكثر من 800 ألف شاحنة لإصلاح البنية الأساسية التي لحقت بها أضرار في حرب 2014 مع إسرائيل، لكن خلال الشهور الثلاثة الماضية دخل إلى القطاع أقلّ من ربع واحد في المائة من المواد اللاّزمة. وقالت كاثرين إيسويان، المدير الإقليمي ل (أوكسفام)، إنه كلّما اِستمرّ الحصار زاد عدد الأرواح المهدّدة. وأضافت الوكالة أن القليل وصل إلى القطاع من 5.4 مليار دولار تمّ التعهّد بها لإعادة إعمار غزّة في مؤتمر في القاهرة للمانحين الدوليين في أكتوبر الماضي. وقالت وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاّجئين الفلسطينيين (أونروا) إن اليابان قدّمت 32.2 مليون دولار للوكالة، بينها 14 مليون دولار ستوجّه لبرنامج للمساعدة النقدية للإصلاحات ومعونات للإيجارات للاجئين الفلسطينيين الذين شردهم صراع العام الماضي. وقالت الوكالة الشهر الماضي إن غياب التمويل الدولي اضطرّها إلى وقف مدفوعات إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين لإصلاح منازلهم التي دمّرت في حرب 2014.