تسبب الغاز الصخري والاحتجاجات التي بدأها الرافضون لاستغلاله قبل نحو شهرين في (فتنة) حقيقية داخل أروقة المؤسسة التشريعين، حيث قاطع عدد غير قليل من نواب أحزاب المعارضة، أمس، الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية العادية لمجلس الشعبي الوطني، حيث شهد إلقاء الكلمة الافتتاحية لنائب رئيس المجلس الشعبي الوطني قيام المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء بمسيرة داخل القاعة، وأمام الوزراء على غرار الوزير الأول عبد المالك سلال. ورفع نواب المعارضة في بهو المجلس الشعبي الوطني، أين تجمعوا، شعارات ولافتات مناهضة لعملية استغلال الغاز الصخري في الجنوب، مُنددين على تعامل السلطات مع احتجاج عين صالح، وفي هذا الإطار، أكدت المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء بالمجلس الشعبي الوطني على لسان رئيس الكتلة فيلاني غويني رفضها لاستغلال الغاز الصخري (لما له من أثار بيئية وأضرار خطيرة على المخزون المياه الجوفية وعلى الإنسان وعدم الجدوى الاقتصادية والمواءمة الاجتماعية، وتستنكر إصرار السلطة على موقفها رغم الرفض الشعبي الواسع)، على حد تعبيرها. كما أكدت الكتلة البرلمانية وقوفها الى جانب سكان عين صالح والدفاع عن مطالبهم المشروعة معتبرة تعامل السلطة معهم برفضها للحوار الجدي والمبادرات المطروحة للحل قد تؤدي الى المساس بالوحدة الوطنية. وفي نفس السياق، أكد محمد ذويبي، أن المعارضة أرادت من هذا الانسحاب توصيل رسالة إلى كل الشعب الجزائري وبالخصوص سكان الجنوب على غرار عين صالح وتمنراست، أنّهم ليسوا وحدهم ويوجد خلفهم قوى سياسية تدعمهم. ومن جانبه، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أنه لا جدوى من استغلال الغاز الصخري الآن ويجب أن ننتظر حتى تتطوّر التكنولوجية لكي نتمكن من استغلال هذه الطاقة دون حدوث أية كوارث من شأنها أن تؤذي الحياة البشرية. موضحا أن الجزائر تملك ما يكفيها من الأموال والغاز ويجب ترك هذه الطاقة للأجيال القادمة. عضو مجلس الأمة عباس بوعمامة: احتجاجات الجنوب ليست لها علاقة بالخارج قال عضو مجلس الأمة عن ولاية إليزي، عباس بوعمامة، أن احتجاجات سكان عين صالح الرافضة لاستغلال الغاز الصخري، ليست لها أي علاقة بمساع أجنبية لزرع الفتنة وزعزعة استقرار البلاد. وأكد، عباس بوعمامة، عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في تصريح له بمجلس الأمة على هامش افتتاح الدورة الربيعية لسنة 2015، (أنه لا توجد أي أيادي أجنبية تحاول زرع الفتنة في الجنوب واحتجاجات عين صالح هي احتجاجات مواطنين تخوفت من الغاز الصخري وخرجت للشارع وهو أمر عادي)، مضيفا (من لديه حساب مع الدولة أو مع إطارات سامية في الدولة فليذهب ليصفيها بعيدا وليس في الجنوب، والجنوب لم يبق منطقة للاستثمار). واستنكر عضو مجلس الأمة، كل الكلام الذي يقول أن هناك أناس تهدد الوحدة الوطنية، وأضاف بالقول (إذا كان هناك أناس يهددون الوحدة الوطنية فهي اللغة التي تتكلم بها المعارضة)، مستهجنا استثمار أحزاب المعارضة في احتجاجات سكان عين صالح، وقال (نحن نتأسف لما تقوله هذه الأحزاب، حيث جعلت الأمر وكأنه فيه شرخ بين الجنوب والشمال، وهو شيء مرفوض وغير مقبول). وفي سياق حديثه اتهم نفس المسؤول أطراف داخلية بمحاولة الاستثمار في الاحتجاجات السلمية المناهضة لاستغلال الغاز الصخري بعين صالح، وقال (حقيقة هناك أيادي تسعى لخلق الفوضى ولديها أغراض داخلية وأرى أنه بوعي سكان الجنوب وعين صالح لن يصلوا الى أي شيء)، مشيرا على أن سكان الجنوب واعون، ومتمسكون بدولتهم وشعبهم ومسؤوليهم. وفي هذا الإطار، رفض المتحدث إقحام في مصالح الأمن في الاحتجاجات، موضحا أن المشكل لا يفصلها مصالح الأمن بل الحكومة من خلال فتح نقاش جدي، ونقاش بنّاء وحوار بمشاركة كل الأطراف ومن لديهم القدرة على إيجاد حل للمشكلة، لأن قضية الغاز الصخري ليست قضية الجنوب فقط بل هي قضية الجزائر. وأردف المتحدث، (الاحتجاج منذ شهرين وهو سلمي ونتمنى أن يبقى سلمي)، وحمل مسؤولية الانفلات وما حدث من مناوشات بين مصالح الأمن والمحتجين، لوالي ولاية تمنراست الذي امضى تسخير مصالح الأمن لفض الاحتجاج، وقال (إن الأمر دبر له على أساس إقحام الناس في صراع بينهم وبين مصالح الأمن ونحن نتمنى أن مصالح الأمن تكون واعية، ولا نتمنى غرداية أخرى في عين صالح، وكنا نرجو من الوالي أن يكون قد استفاد من تجربة غرداية، حيث أنه كان واليا بالمنطقة وما عاشته غرداية كان لا بد أن يكون تجربة يستفيد منها في تسيير الأزمات).