* الوساطة الجزائرية في ليبيا تنتقل إلى السرعة القصوى* * مساهل: (الجزائر استقبلت 200 شخصية ليبية سرّا) * كثّفت الجزائر من تحرّكاتها الدبلوماسية رفيعة المستوى لإيجاد مخرج سلمي للأزمة الليبية التي يبدو أنها تؤرّق السلطات في بلادنا في ظلّ تدهور الوضع الأمني وانتشار السلاح والجماعات الإجرامية على الحدود، زيادة على شبح التدخّل العسكري الدولي الذي جعلها في سباق مع الزمن لتفادي تكرار سيناريو 2011، وتسابق الجزائر الزمن لتجسيد (مصالحة ليبية) على أرضها بعد نجاحها في تحقيق المصالحة بين الماليين. أعلنت بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا عن انعقاد اجتماع يضمّ ممثّلين عن القادة والنشطاء السياسيين الليبيين أوائل الأسبوع المقبل في الجزائر. وذكرت البعثة الأممية في بيان لها أمس بثّته وكالة الأنباء الليبية أن هذا الاجتماع يعدّ جزءا من النقاشات المستمرّة التي تجري في إطار عملية الحوار الليبي. وأشار البيان إلى أن البعثة ستقوم في وقت لاحق من الأسبوع المقبل بعقد اجتماع ثانٍ في بروكسل لممثّلي عدد من البلديات من جميع أرجاء ليبيا لمواصلة العمل على تدابير بناء الثقة التي تمّ الاتّفاق عليها في جلسات سابقة، لافتا إلى أن اجتماعا منفصلا سيعقد بين زعماء القبائل وغيرهم من القوى الاجتماعية. وأكّدت البعثة الأممية أنها ستستمرّ في التواصل مع قادة المجموعات المسلّحة للعمل على تحقيق وقف إطلاق النّار، وحثّت المجموعات كافّة للمشاركة بشكل بنّاء في جهودها على هذا الصعيد. وكان وزير الشؤون الخارجية السيّد رمطان لعمامرة قد أعرب يوم الأحد الماضي عن أمله في أن يكون اتّفاق السلم والمصالحة في مالي الموقّع بالأحرف الأولى بالجزائر العاصمة (مصدر إلهام) للبحث عن (حلول مستدامة) من أجل السلم في ليبيا. في تصريح لدى اختتام جلسة التوقيع بالأحرف الأولى على اتّفاق السلم والمصالحة في مالي قال السيّد لعمامرة: (لا يسعني إلاّ أن أفكّر في بلدنا الشقيق ليبيا لأشير إلى أن ما قمنا به هنا ينبغي أن يكون مصدر إلهام لإيجاد حلول عادلة ومستدامة لنزاعات أخرى نشهد للأسف تفاقمها). وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر (مجنّدة) لتقديم إسهامها (باعتماد سبيل المصالحة والسلم والاستقرار). ومن جهة أخرى، أشادت الولايات المتّحدة الأمريكية ب (ريادة) الجزائر ودورها في تسوية الأزمة الليبية. وكانت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط السيّدة آن باترسون قد أوضحت يوم الثلاثاء بالجزائر في تصريح للصحافة عقب محادثاتها مع الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن (الولايات المتّحدة الأمريكية تشيد بريادة الجزائر والجهود التي تبذلها من أجل التوصّل إلى حلّ للأزمة الليبية من خلال إنشاء حكومة وحدة وطنية). 200 شخصية ليبية في الجزائر.. سرّا! أقرّ الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أمس بأن الجزائر استقبلت (سرّا) 200 شخصية ليبية لها دور في الأزمة في هذا البلد الذي يشهد أحداث عنف منذ سقوط نظام معمّر القذافي. وذكر الوزير في تصريح للإذاعة أنه (خلال الأسابيع الماضية والأشهر الماضية استقبلنا 200 شخصية ليبية بعيدا عن الأنظار من أجل اجتماعات سرّية كلّل بعضها بالتوقيع) دون أن يذكر طبيعة الوثائق التي تمّ التوقيع عليها، كما لم يذكر أيّ اسم من أسماء الشخصيات الليبية. وصرّح الوزير بأن (الوضع في ليبيا فرض علينا فرضا في 2011 عندما تدخّل حلف شمال الأطلسي)، مشيرا إلى أنه (لم يتمّ الاستماع إلى موقف الجزائر وها هي النتيجة). وأضاف مساهل أن ما يحدث في ليبيا اليوم (يتعلّق بالأمن الداخلي) للجزائر لأن (الإرهاب ظاهرة شاملة ويجب معالجتها بمقاربة شاملة). وتدافع الجزائر عن الحلّ السياسي في ليبيا وترفض أيّ تدخّل عسكري أجنبي، وتسعى إلى قيادة وساطة للحوار بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد. من جانبه، أكّد المبعوث الخاص للجامعة العربية من أجل ليبيا ناصر القدوة بالجزائر أن الحلّ السياسي ضروري في ليبيا (تفاديا لمزيد من التطوّر السلبي) للأوضاع في هذا البلد. وقال القدوة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عقب لقائه عبد القادر مساهل: (نحن متّفقون مع الجزائر على مبدأ ضرورة الحلّ السياسي للأزمة الليبية وعلى تفادي مزيد من التطوّر السلبي من خلال التسليح أو الدفع بأيّ اتجاهات خاطئة). للإشارة، غرقت ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي في الفوضى والعنف المسلّح وتتنازع السلطة فيها اليوم حكومتان وبرلمانان. ويتنازع على الشرعية في ليبيا التي تشهد أزمة منذ سقوط النّظام السابق سنة 2011، برلمانان وحكومتان، إحداهما مقرّبة من ميليشيات (فجر ليبيا) التي تسيطر على العاصمة طرابلس والأخرى معترف بها من قِبل المجموعة الدولية.