إحياء لتراث اللباس التقليدي العريق اختارت ولاية وهران أن تحيي العيد العالمي للمرأة في هذه السنة بإحياء التراث التقليدي للحايك، ذلك الزي العريق الذي عرفت به نساؤنا منذ أمد بعيد، ولازالت تحتفظ به بعض النسوة في الوقت الحالي، إذ عوض بملابس أكثر عملية إلى جانب الحجاب كلباس شرعي إسلامي اختارته العديد من السيدات. خ. نسيمة /ق. م فيما بقي حضور الحايك محتشما عند كبيرات السن بنواحي القصبة وشارع بلوزداد العتيق، إذ قلما نجد سيدة ترتديه عبر الشوارع وتلاشى بالفعل حضوره، لكن تأبى بعض الجمعيات الناشطة في إعادة إحياء ذلك الثرات الأصيل المعبر عن الثقافة الجزائرية المحضة، إذ يعد رمزا من رموز الجزائر القديمة كما يقال ويعبق برائحة التراث العريق. تجتمع اليوم حوالي 200 أمرأة بلباس الحايك التقليدي المقبل بساحة (ماجينتا) وسط مدينة وهران وذلك من أجل إعادة الاعتبار لهذا اللباس التقليدي المهدد بالاندثار. وأشارت تيسيا فراح صاحبة هذه المبادرة التي تأتي عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة أن هذا العمل الرمزي يهدف إلى تكريم اللباس التقليدي الجزائري واستعادته لقيمته الحقيقية وتعريف الأجيال القادمة به. وأوضحت نفس المتحدثة أن مثل هذه المبادرة هي تكريم للحايك الذي يعطى أناقة معينة ويفضي جاذبية على كل من ترتديه، مضيفة أنه (عشية يوم المرأة العالمي نحن نريد أن نرد الجميل لهذا الزي الذي يعتبر رمزا للأنوثة والحياء وقيمته الحقيقية ومحاولة لحماية هذا التراث الثقافي الجزائري من النسيان). ويلبس الحايك وهو عبارة عن قطعة طويلة من القماش الأبيض أو الحرير من قبل المرأة عند خروجها من منزلها. وبالإضافة إلى وظيفته كلباس لا غنى عنه بالنسبة للمرأة فقد كان خلال فترة الاستعمار الفرنسي وسيلة للمقاومة والنضال ضد محاولات طمس الثقافة الجزائرية وتفكيك أسس المجتمع. وفي سنة 1959 كرس فرانز فانون في كتابه (علم اجتماع ثورة) فصلا كاملا لقضية الحايك أو الحجاب. وتحت عنوان (الجزائر تكشف عن نفسها) بين عالم اجتماع الثورة الجزائرية كيف أجبرت الظروف والأوضاع التاريخية المرأة الجزائرية المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد إلى التخلي عن الحجاب لقيادة العمليات الفدائية في المدن قبل أن تعود لهذا الزي كرد منها على محاولات النظام الاستعماري (لتحرير المرأة الجزائرية من التخلف (حسب مزاعم فرنسا) وقد عارض المستعمر ثقافة التحجب يضيف فرانز فانون. وبقي الحايك اللباس المفضل لجميع الجزائريات وعرف ازدهاره في السبعينيات والثمانينيات قبل أن تظهر الملابس الأجنبية التي لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري). وأصبحت صورة المرأة الجزائرية المرتدية للحايك وهي تمشي بكل رشاقة في شوارع العاصمة ووهران وعنابة مهددة بالاندثار اليوم. وأن تستعيد المرأة هذا الثوب ولو لساعات فقط هو فعل للمحافظة عليه حسبما أشارت إليه بعض النساء اللائي لبين الدعوة على شبكات التواصل الاجتماعي.