يجتمع حوالي 200 امرأة بلباس الحايك التقليدي اليوم بساحة "ماجينتا" وسط مدينة وهران، وذلك من أجل إعادة الاعتبار لهذا اللباس التقليدي المهدد بالاندثار. وأشارت تيسيا فراح صاحبة هذه المبادرة التي تأتي عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة أن هذا العمل الرمزي يهدف إلى تكريم اللباس التقليدي الجزائري واستعادته لقيمته الحقيقية وتعريف الأجيال القادمة به. وأوضحت نفس المتحدثة أن مثل هذه المبادرة هي تكريم للحايك الذي يعطي أناقة معينة ويفضي جاذبية على كل من ترتديه، مضيفة أنه "عشية يوم المرأة العالمي نحن نريد أن نرد الجميل لهذا الزي الذي يعتبر رمزا للأنوثة والحياء وقيمته الحقيقية ومحاولة لحماية هذا التراث الثقافي الجزائري من النسيان". ويلبس الحايك وهو عبارة عن قطعة طويلة من القماش الأبيض أو الحرير من قبل المرأة عند خروجها من منزله، وبالإضافة إلى وظيفته كلباس لا غنى عنه بالنسبة للمرأة فقد كان خلال فترة الاستعمار الفرنسي وسيلة للمقاومة والنضال ضد محاولات طمس الثقافة الجزائرية وتفكيك أسس المجتمع. وتحت عنوان "الجزائر تكشف عن نفسها" بين عالم اجتماع الثورة الجزائرية كيف أجبرت الظروف والأوضاع التاريخية المرأة الجزائرية المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد إلى التخلي عن الحجاب لقيادة العمليات الفدائية في المدن قبل أن تعود لهذا الزي كرد منها على محاولات النظام الاستعماري "لتحرير المرأة الجزائرية من التخلف (حسب مزاعم فرنسا) وقد عارض المستعمر ثقافة التحجب يضيف فرانز فانون. وبقي الحايك اللباس المفضل لجميع الجزائريات وعرف ازدهاره في السبعينيات والثمانينيات، قبل أن تظهر الملابس الأجنبية التي لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري.