تجتمع حوالي 200 أمرأة بلباس الحايك التقليدي يوم السبت المقبل بساحة "ماجينتا" وسط مدينة وهران وذلك من أجل إعادة الإعتبار لهذا اللباس التقليدي المهدد بالاندثار. وأشارت تيسيا فراح صاحبة هذه المبادرة التي تأتي عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة أن هذا العمل الرمزي يهدف إلى تكريم اللباس التقليدي الجزائري واستعادته لقيمته الحقيقية وتعريف الأجيال القادمة به. وأوضحت نفس المتحدثة لوأج أن مثل هذه المبادرة هي تكريم للحايك الذي يعطى أناقة معينة ويفضي جاذبية على كل من ترتديه مضيفة أنه "عشية يوم المرأة العالمي نحن نريد أن نرد الجميل لهذا الزي الذي يعتبر رمزا للأنوثة والحياء وقيمته الحقيقية ومحاولة لحماية هذا التراث الثقافي الجزائري من النسيان". ويلبس الحايك وهو عبارة عن قطعة طويلة من القماش الأبيض أو الحرير من قبل المرأة عند خروجها من منزلها. وبالإضافة إلى وظيفته كلباس لا غنى عنه بالنسبة للمرأة فقد كان خلال فترة الاستعمار الفرنسي وسيلة للمقاومة والنضال ضد محاولات طمس الثقافة الجزائرية وتفكيك أسس المجتمع. وفي سنة 1959 كرس فرانز فانون في كتابه "علم اجتماع ثورة" فصلا كاملا لقضية الحايك أو الحجاب. وتحت عنوان "الجزائر تكشف عن نفسها" بين عالم اجتماع الثورة الجزائرية كيف أجبرت الظروف والأوضاع التاريخية المرأة الجزائرية المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد إلى التخلي عن الحجاب لقيادة العمليات الفدائية في المدن قبل أن تعود لهذا الزي كرد منها على محاولات النظام الاستعماري "لتحرير المرأة الجزائرية من التخلف (حسب مزاعم فرنسا) وقد عارض المستعمر ثقافة التحجب يضيف فرانز فانون. وبقي الحايك اللباس المفضل لجميع الجزائريات وعرف ازدهاره في السبعينيات والثمانينيات قبل أن تظهر الملابس الاجنبية التي لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري. وأصبحت صورة المرأة الجزائرية المرتدية للحايك وهي تمشي بكل رشاقة في شوارع العاصمة و وهران و عنابة مهددة بالإندثار اليوم. وأن تستعيد المرأة هذا الثوب ولو لساعات فقط هو فعل للمحافظة عليه حسبما أشارت اليه بعض النساء اللاتي لبين الدعوة على شبكات التواصل الإجتماعي.