الذرية نعمة من نعم الله عزوجل على الإنسان وهي أمنية كل زوجين بعد دخولهما القفص الذهبي بل هي أمنية العائلة الكبيرة التي تبقى تترقب عن كثب ولادة الطفل الأول لأنه سيكون مصدر الفرحة والسعادة، ولكن عند بعض الأسر تنقلب الموازين وتتحوّل الفرحة إلى تعاسة وأسى حينما تبين الزوجة اهتماما أكبر بالطفل وتهمل واجباتها الأسرية، ومن الأزواج من يشعرون بالغيرة بسبب اهتمام الزوجة الزائد بالطفل. قابلت (أخبار اليوم) بعض الأمهات اللائي يعشن هذه المواقف وكذا جس نبض الآباء حول الموضوع. الأطفال زينة الحياة.. السيد ياسين متزوج منذ سنتين وأب لطفل يبلغ من العمر 6 أشهر، في خضم الحديث الذي جمعنا به سألناه عن الموضوع فقال: (كانت زوجتي تعمل معي في نفس المؤسسة فأحببتها بجنون وقررت أن تكون شريكتي في الحياة، وبعد زواجنا عشنا معا سعادة لا توصف فقد كانت تهتم بي بطريقة رائعة جدا أشعرتني من خلالها أنني أفضل شيء في الوجود، لكني بدأت أشعر بالعكس منذ ولادة ابني رضوان، فقد أصبحت أشعر بالغيرة ولاحظت أن زوجتي أصبحت لا تهتم بي كما كانت تفعل في السابق، فوقتها كله لابننا وتبقى معه لساعات طويلة وكلما أدخل إلى المنزل لا أجد الأكل جاهزا، وتقول لي دائما إني أهتم بالطفل لأنه صغير يحتاج الاهتمام والرعاية، صحيح أنه ابني ولكن على زوجتي أن تنظم وقتها بين رعاية طفلها والاهتمام بشؤون المنزل، وحسب ظني فإن المولود الجديد يزيد الارتباط بيننا، ولكنني أحاول أن أكون متفهما قدر المستطاع حتى لا أثير المشاكل لأن الأطفال زينة الحياة وليس سببا للمشاكل). زوجي يلومني دوما ارتأينا معرفة رأي الأمهات في الموضوع فتقربنا من نعيمة التي عبرت عن رأيها قائلة: (قبل أن أتزوج كانت صديقاتي يحكين لي معاناتهن مع أزواجهن بسبب غيرتهم من أبنائهم خصوصا عندما يرزقن بالطفل الأول، ولكن لم أكن أصدق وكنت أعتبر ذلك مغالاة بعض الشيء، ولكن وبعد أن تزوجت ورزقني الله بابنتي سمية التي يبلغ عمرها الآن سنة وشهرين أصبح زوجي يحاسبني على أدق التفاصيل ويسألني دوما لماذا تغيرت معاملتي معه لدرجة أنه يظن أنني سئمت منه، وهو يظن أنه فقد مكانته عندي، كما أنه في كل مرة يطرح الكثير من الأسئلة عن أسباب تذبذب علاقتنا حسبه، وكنت أحاول دائما أن أشرح له أن مكانته لم تتغير ولكنه أمر طبيعي لدينا طفلة في حياتنا وعلينا أن نتعود على أن الأمور سوف تتغير قليلا ولكن هذا لا يعني أني سوف أهمله، ولكن الرجال دوما هكذا لا يحبون إلا أنفسهم. لابد من تقسيم الوقت أما غنية هي الأخرى عانت المشكل مع زوجها منذ أن رزقها الله تعالى بطفلها الأول (حسام الدين) ولكنها ليست كسابقاتها فقد كانت دبلوماسية في التعامل مع زوجها روّت لنا تجربتها فقالت: (منذ أن رزقت بطفلي الأول أحسست أني لم أعد أهتم بزوجي وأهملته كثيرا لأن ابني كان يبكي كثيرا، كنت أرعاه طوال الوقت صحيح أن زوجي لم يقل شيئا لأنه متفهم جدا وأصبح يهتم بأموره لوحده ككي ملابسه وتحضير طعامه في بعض الأحيان، المهم أنه لم يعد يطلب مني ما يريد كما كان في السابق ولكن أنا فهمت لوحدي أنه وجب علي تقسيم وقتي بين زوجي وابني لأن الرجل يحتاج لرعاية واهتمام زوجته، لهذا على كل امرأة أن تهتم بشؤون زوجها وبيتها ولا تغلب طرفا عن آخر). رأي علم النفس للاستفسار أكثر عن الموضوع ربطنا اتصالا هاتفيا بالدكتورة (سميرة فكراش) المختصة في علم النفس والتي أوضحت لنا أن الأمر يحدث عند أغلب الأزواج، فعندما يأتي الطفل الأول تدخل مشاعر الأمومة والأبوة في صراع فيشعر الزوج بأن زوجته تخلت عنه وأصبحت أما أكثر من زوجة، والزوجة أيضا تشعر أن زوجها لم يعد ينظر إليها جذابة كما كان ينظر إليها في السابق وهذا يؤثر سلبا على الحياة الزوجية خاصة إذا لم يتداركا الأمر ويكتما مشاعرهما بدلا من التكلم، وهذا الفراغ يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية ويحدث تنافس بين الأب وابنه الجديد الذي يعتبر فجوة بين الزوج والزوجة وتزداد هذه الفجوة كلما زاد عدد الأطفال فلهذا على كل زوجين أن يتحدثوا في الموضوع قبل ولادة الطفل الأول ووضع إستراتجية لحياتهم وتدارك الوضع قبل فوات الأوان.