لا تفصلنا إلا أيام قليلة عن انطلاق عملية البيع بالتخفيض لموسم الشتاء. ورغم جهود وزارة التجارة لتقنين العملية، إلا أنها لاتزال مجرد فرصة لبعض التجار لتصريف منتجاتهم المتراكمة بطريقة ذكية لمخادعة الزبائن محدودي الدخل الذين يجدون موسم ”الصولد” فرصة لكسوة أبنائهم وذويهم. من منا لا تجذبه لافتات ”الصولد” ولو بنية الفضول لا غير، فموسم ”الصولد” هو من بين المواسم المحببة لدى الزبائن الذين يبحثون عن اقتناء ألبسة جديدة بأسعار في متناول قدرتهم الشرائية المحدودة. ولا يفصلنا إلا أسبوع واحد عن انطلاق موسم ”الصولد” الشتوي، حيث سيتفنن التجار في تعليق اللافتات الموضحة لنسبة التخفيضات المعتمدة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 70 بالمائة، وقد تتراوح في أغلب الأحيان بين 30 و50 بالمائة. وفي هذا الصدد، أوضح أغلب الزبائن الذين تحدثوا إلى ”الفجر” أن موسم التخفيضات يسيل لعاب الكثير من المواطنين، كونه يتيح لهم فرصة اقتناء سلع ذات جودة ونوعية بأسعار منخفضة مقارنة مع أسعارها قبل التخفيضات. وفي زيارتنا لبعض محلات شارع ديدوش مراد بالعاصمة، أكدت لنا فوزية أنها تنتظر موسم ”الصولد” بفارغ الصبر، مثل كل الفتيات الشابات المقبلات على الزواج، فهذه المحلات تعرض الكثير من السلع الخاصة بالعرائس، خاصة الحقائب والأحذية والملابس بأنواعها، ما يسهل عليهن الحصول على المستلزمات الضرورية بأسعار منخفضة. في حين أكد لنا حمزة، الذي صادفناه بالقرب من الجامعة المركزية، أن الملصقات الإشهارية المتعلقة ب”الصولد” لا تتعدى كونها مجرد احتيال على الزبائن من طرف التجار الذين يسعون لتصريف منتجاتهم التي لم تلق رواجا طيلة الموسم، مؤكدا أنه لا يعير أدنى اهتمام لهذا الموسم. وفي المقابل أمدتنا ”صونيا”، بشارع حسيبة بن بوعلي، أنها تنتظر موسم الصولد في كل فصل لاقتناء ملابس أبنائها الثلاثة، مؤكدة أن الأسعار تشهد ارتفاعا مستمرا، ما يجبرها على انتظار هذا الموسم علها تتمكن من كسوة أبنائها عوض التوجه نحو محلات بيع الملابس المستعملة ”لافريب”. من جهتها، أكدت لنا السيدة صبرينة أن بعض التجار يتحايلون على الزبائن بتخفيضات وهمية لتحقيق الأرباح، فيتركون ملصقات الأسعار الأصلية على سلعهم ويكتفون بتعليق لافتات كبيرة توهم الزبائن أن نسبة التخفيضات قدرت ب20 بالمائة أو حتى 50 بالمائة، إلا أنها الأسعار الأولى نفسها ولم تعرف أي تخفيض.. فيقع المستهلك ضحية هذه الممارسات دون أن يعلم، وهو ما أضحى يتسبب في نفور عدد كبير من الزبائن من موسم ”الصولد المفخخ”. وفي هذا الصدد يؤكد الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، أن التجار لهم كامل الحرية في البيع بالتخفيض، وفي حالة عرضوا منتجاتهم ل”الصولد” عليهم الخضوع للقانون الذي وضعته مديرية التجارة لتفادي الفوضى، مشيرا إلى أن الاتحاد لا يحمي أي تاجر قام بمخالفته، وقال إن البيع بالتخفيض الذي يعود بالربح على كل من التاجر والمستهلك لا يمكن أن يكون طيلة السنة وإنما كل 6 أشهر، أي مرتين في السنة فقط، ما يعني مرة في جانفي- فيفري وأخرى في جويلية- أوت لمدة 6 أسابيع. وأضاف بولنوار أن نسبة التخفيضات تتراوح بين 30 و40 بالمائة من السعر الحقيقي ويمكن أن يصل إلى أقل من 80 بالمائة، وشدد على ضرورة إيداع التجار الطلبات بمديرية التجارة للحصول على ترخيص، داعيا المواطنين إلى التقرب من المحلات التجارية قبل حلول موسم الصولد للتعرف على الأسعار الحقيقية للمنتجات ولتفادي الغش، مبرزا أن البيع بالتخفيض لا ينحصر فقط على الملابس بل يشمل أيضا المنتجات الأخرى، على غرار الأدوات المنزلية والأثاث.