بقلم: محمد قروش الآن حصحص الحق وظهر الباطل حول مخططات التلاعب بقوانين الأسرة والأحوال الشخصية الجزائرية، نقول هذا ونحن نسمع المحامية والناشطة الحقوقية الجزائرية فاطمة الزهراء بن براهم تقول بالحرف الواحد في تصريح للزميلة (الشروق): (إن اقتراح تعديل قانون الأسرة جاء باقتراح من المجلس الأوروبي عن طريق التوصية رقم 1293، وهي أخطر ما عرفه العالم العربي والإسلامي، وقد جاءت هذه التوصية نتيجة تقرير للناشطة المتشبعة بالروح اليهودية والانتماء المسيحي رودي كارستا التي أعطت نظرة غريبة وخطيرة عن الوضع في الجزائر والمغرب العربي، خاصة فيما يتعلق بالطلاق والعنف ضد المرأة وبالتواطؤ مع بعض الجمعيات النسوية الجزائرية والمغاربية، وقد فتح النقاش حول الأسرة تنفيذا لهذه التوصيات). وتضيف بن براهم أن المجلس الأوروبي والأمم المتحدة تحاولان الضغط على الدول خاصة الإسلامية من خلال ما يعرف (بأجندة نيويورك) التي تهدف إلى التأثير على مسارات الدول السياسية والاجتماعية تحت شعار حقوق الإنسان ومواءمة القوانين الدولية. والحقيقة أننا كنا قد أشرنا منذ عدة أيام في هذا العمود بالذات إلى كل هذه المخططات التي يهدف الغرب إلى فرضها على مجتمعنا في إطار ما يسمى بمشروع العولمة الكبير، الذي يرمي بالدرجة الأولى إلى تهديم الخصوصيات الدينية والاجتماعية والثقافية للشعوب وتنميطها بشكل يجعلها متماشية مع القيم الغربية. وتتخذ الدول الكبرى المهيمنة حاليا وهي أمريكا وأوروبا أساليب عديدة من أجل الوصول إلى فرض نمط تفكيرها الفلسفي والديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي على الدول الضعيفة عبر عدة أساليب ضغط مسلطة على رؤوس هذه الدول من أجل ابتزازها والرضوخ لمطالبها، منها شعار الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والطفل والمرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتطور التكنولوجي ومواءمة المواثيق الدولية وغيرها من أساليب الضغط التي تستعملها هذه الدول للسيطرة على الدول الضعيفة للتحكم في مصائرها، وهي في ظاهرها ذات أهداف تطورية تقدمية، لكنها في باطنها استعمار ناعم يستولي على أفكار الدول وسياساتها وتوجهاتها. إن الأسرة الجزائرية تعيش اليوم هجمة قوية يساهم فيها كثير من الحاقدين والمستغربين الموالين لما وراء البحار، ويتبعهم في ذلك بعض الجزائريين تحت إملاءات وضغوط خارجية تتخفى تارة وراء حقوق الأسرة وتارة أخرى وراء حماية المرأة والطفولة، وهي كلها مخططات تهدف إلى تفجير المجتمعات، خاصة الإسلامية منها من أجل سهولة التحكم فيها وفرض النموذج الغربي عليها، وهو ما يشكل مخاطر عظيمة يجب على كل الجزائريين التصدي لها والوقوف في وجهها.