*الصحف العربية مصدر مهم للاستخبارات الأمريكية باتت وكالة الاستخبارات الأمريكية تحت المجهر في مطلع الألفية الثالثة، تحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، التي هزّت دوائر القرار الاستخباراتي الأمريكي. أجرت المؤسسة تغييرات عدة، وكان آخرها (إعادة الهيكلة) الشاملة لمواكبة التحدّيات الأمنية المستقبلية. بدأت أولى الخطوات التغييرية فعلياً في العام 2004، حين أدخل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، تغييرات جذرية على عمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بما فيها الوكالة المركزية (سي آي أي). دامت التعديلات لعشر سنوات، قبل أن تكتشف (سي آي أي) فجأة حاجتها إلى إعادة هيكلة جديدة وشاملة، تتوافق مع تحديات المستقبل، المتمثلة أساساً بمخاطر الإنترنت وتحديات الأمن الإلكتروني. وحصلت أن (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في السنتين الأخيرتين على تفويض من البيت الأبيض، بعدم الاكتفاء بمكافحة الاختراق أو الاستكانة للأدوار الدفاعية، من أجل حماية الشبكات الإلكترونية الأمريكية، بل بات في مقدورها بموجب تفويض الجهات العليا (في إشارة إلى البيت الأبيض)، القيام بعمليات هجومية سرية لاختراق الشبكات والهواتف داخل الولاياتالمتحدة وخارجها). وامتنعت المصادر عن الحديث حول التبرير القانوني الذي تستند الوكالة إليه في أداء مثل تلك المهام، كون القوانين الأمريكية تُحرّم على وكالة الاستخبارات الخارجية (سي آي أي)، القيام بأعمال تجسسية على أمريكيين داخل الأراضي الأمريكية. عمليات هجومية لاختراق الشبكات والهواتف وذكرت مصادر إعلامية أمريكية، أن (وكالة سي آي أي كرّست جهودها لسنين طويلة في محاولة اختراق منتجات وبرامج شركة أبل (ماكنتوش)، المعروف عنها بأنها عصية على الاختراق). وتضيف المصادر أن الأنباء تضاربت حول نجاح أو فشل الاستخبارات الأمريكية في اختراق الحواجز الأمنية لمنتجات أبل، من هواتف وأجهزة كمبيوتر وغيرها . وتشير أجهزة الإعلام الأمريكية، إلى أن وكالة سي آي أي لديها حالياً خمس طائرات حديثة، مجهزة بأحدث التقنيات في مجال الاتصالات . وتكشف أن الطائرات تنطلق من خمس مدن أمريكية، وتغطي كافة أجواء الولاياتالمتحدة، من أجل استخدامها في التجسس على الهواتف الخليوية داخل الأراضي الأمريكية . وأفادت مواقع أمريكية، بأن جهود اختراق منتجات أبل من قبل تقنيين يعملون مع الحكومة الأمريكية، قد بدأت في وقت مبكر من عام 2006، أي قبل عام من تقديم أبل أول هاتف آيفون، واستمرت الجهود حتى ما بعد إطلاق جهاز آيباد في عام 2010 . وذكرت المواقع أن محاولات اختراق أجهزة أبل، جاءت كجزء من برنامج سري للغاية للحكومة الأمريكية بمساعدة باحثين في الاستخبارات البريطانية، على اختراق منتجات الاتصالات الآمنة، الخارجية أو الداخلية، بما في ذلك هواتف آندرويد التابعة لموقع غوغل البحثي . وذكر مصدر مطلع، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لديها حالياً مركز لجمع وتحليل المعلومات من المصادر المفتوحة، يعتمد بالدرجة الأولى على ما تنشره الصحافة الأجنبية بما في ذلك الصحافة العربية. وللمركز فرع في العاصمة الأردنية، عمّان، يكرّس فيه العاملون جهدهم لتحليل مضامين ما تبثه أجهزة الإعلام العربية ووسائط التواصل الاجتماعي . ويؤكد المصدر أن (الإصلاحات الجديدة تتضمن دمج مركز المصادر المفتوحة، بما في ذلك فرعه في عمّان، تحت إطار هيئة جديدة تسمى الهيئة العليا لوحدات ومراكز المهام. ومن المقرر أن تجمع الهيئة بين مسؤولية جمع وتحليل المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المصادر المفتوحة، وبين أداء مهام خاصة تتعلق بالتجسس الإلكتروني على تلك المواقع واختراق شبكات الهواتف النقالة وأجهزة هواتف الشخصيات المستهدفة). محاولات اختراق أجهزة أبل، جاءت كجزء من برنامج سري للغاية للحكومة الأمريكية بمساعدة باحثين في الاستخبارات البريطانية 16 وكالة استخباراتية وإلى جانب وكالة سي آي أي ومركز مكافحة الإرهاب التابع لها، يوجد في الولاياتالمتحدة قائمة تصل إلى 16 وكالة استخبارية، من أهمها استخبارات وزارة الدفاع، وهي الوكالة التي تقدم معلومات استخباراتية عسكرية، لقادة مراكز قيادات مسارح العمليات الإقليمية وصنّاع القرار والمخططين للقوات المسلحة. كما تتواجد في القائمة وكالة استخبارات خفر السواحل، المسؤولة عن المعلومات المتعلقة بالحدود الأمريكية البحرية والأمن الوطني، ووكالة استخبارات وزارة الطاقة، التي تقوم بتحليل معلومات عن الأسلحة النووية الأجنبية وانتشارها وقضايا استخباراتية مرتبطة بأمن الطاقة. وفي القائمة أيضاً، استخبارات وزارة الأمن الداخلي، وهي الجهة التي تحاول الحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية داخل الولاياتالمتحدة، أو تقليص الضرر الناجم عن مثل هذا الهجوم، كما تؤمن التغلّب على أضراره في حال وقوعه. وفي القائمة أيضاً استخبارات وزارة الخارجية، التي تتولّى تحليل المعلومات التي تؤثر على سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، واستخبارات وزارة المالية، التي تقوم بجمع ومعالجة المعلومات التي قد تؤثر على سياسات الولاياتالمتحدة المالية والنقدية، والمعلومات المتعلقة بتمويل الإرهاب. كما تتضمّن القائمة مكتب التحقيقات الفدرالي، الجهة المسؤولة عن مكافحة الإرهاب، على الصعيدين المحلي والدولي، ومكافحة الجاسوسية (أو القيام بنشاطات تجسس مضاد)، والمعلومات المتعلقة بقضايا جنائية دولية. وتضمّ القائمة وكالة الاستخبارات الأرضية الفضائية القومية، وهي الوكالة التي تقدم معلومات استخباراتية جغرافية، متصلة بشكل وثيق بالمعلومات الجغرافية والصور الملتقطة من الفضاء، فضلاً عن التقاط المعلومات الاستخباراتية الأجنبية المشفرة، وتوفيرها لصناع القرار وقادة مراكز قيادات مسارح العمليات.