أعلن جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، بشأن قضية التجسس الأخيرة التي تعكر صفو العلاقة بين برلينوواشنطن، أن الاتصالات تهدف لمحاولة حل الموقف بصورة ملائمة. ويمثل اعتقال عميل مزدوج مشتبه به في ألمانيا أحدث التطورات المرتبطة بأنشطة التجسس الأمريكية بين الدولتين. وتأتي هذه الواقعة في أعقاب كشف مسرب المعلومات الاستخباراتية الأمريكي إدوارد سنودين العام الماضي عن أنشطة أمريكية لجمع معلومات عبر شبكة الانترنت من شتى أنحاء العالم ومنها ألمانيا، حيث تمت مراقبة الهاتف المحمول الشخصي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وأثار برنامج التجسس الأمريكي غضبا على الصعيد السياسي الألماني، وأدى لفتح تحقيق برلماني مازال جاريا. ومن المقرر أن يعقد وفد من لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الألمانية اجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن ونيويورك لمناقشة مجموعة موسعة من القضايا تشمل التجسس. ويشارك في المناقشات مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية وعضو رفيع المستوى بمجلس الشيوخ. وحسب مجلة دير شبيغل الألمانية، فإن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكي (سي. آي. آي) أجرى مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في محاولة لاحتواء الموقف. من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن عدم تفهمه وغضبه من الولايات المتحدة في فضحية تجسس موظف استخباراتي ألماني لصالح أجهزة استخباراتية أمريكية. وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة زاربروكر تسايتونغ الألمانية الصادرة أمس، سيكون من المقلق لأقصى درجة إذا كان هناك استمرار للتجسس بلا مبالاة، بينما نحن نحقّق في الأنشطة التجسسية لوكالة الأمن القومي الأمريكية (آن. آس. آي) وشكّلنا لهذا الغرض لجنة تحقيق في البرلمان الألماني (بوندستاغ) . وأضاف شتاينماير محاولة معرفة موقف ألمانيا عبر طرق مؤامراتية ليس غير ملائم فحسب، بل أيضا زائد عن الحد تماما ، موضحا أن ألمانيا والولايات المتحدة تتحدثان سويا كثيرا ولا يخفي أحد مواقفه. ويجري الادعاء العام تحقيقات ضد موظف في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي. آن. دي)، والذي يقبع في السجن على ذمة التحقيق حاليا، بتهمة بيع وثائق سرية لأجهزة استخباراتية أمريكية. ووفقا لبيانات محطة سي. بي. آن الأمريكية الإخبارية، فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية سي. آي. آي شاركت في تجنيد العميل الألماني. وقال شتاينماير ردا على سؤال حول ما إذا كان سيتم سحب صفة دبلوماسي من عاملين في السفارة الأمريكيةببرلين، إنه يأمل أن يعرف قريبا ما إذا كان وكيف وإلى أي مدى حصلت أجهزة استخباراتية أمريكية على معلومات بطرق غير مشروعة، وقال رد فعلنا على هذه الممارسات يتوقف على هذا الأمر .