للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي يتم الكشف عن الميزانية الخاصة بعمليات التجسس التي مارستها وكالات الاستخبارات الأمريكية بهيئاتها المدنية البالغ عددها 17 وكالة بالإضافة إلى وكالات الاستخبارات العسكرية، حيث بلغت 80 مليار دولار. وقال مكتب مدير الاستخبارات القومية الأمريكي جيمس كليبر: »هذه الأموال تتضمن 53 مليار دولار أنفقت على برامج التجسس غير العسكرية وهي تزيد بنسبة 6 بالمئة عما أنفقته في المجال نفسه في العام 2009«. وصرح العقيد ديفيد لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأن الإنفاق على الأنشطة التجسسية العسكرية بلغ 27 مليار دولار. وقال مدير الأمن القومي السابق دنيس بلير إن التكلفة الإجمالية لجميع الأجهزة الاستخباراتية تقدر بنحو 75 مليار دولار منها 25 مليار دولار على أنشطة التجسس العسكرية. ويقدر عدد العاملين في مجال الأمن القومي الأمريكي بنحو 100 ألف عنصر تعمل غالبيتهم منهم في الأجهزة التجسسية الأربعة الكبرى وهي وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب الاستطلاع والمعلومات القومي ووكالة استطلاع وتحليل البيانات المصورة القومية. ميزانية البرامج التجسسية في الأعوام السابقة وكانت الولاياتالمتحدة أنفقت 49 مليار دولار على برامجها التجسسية القومية خلال العام 2009 بينما أنفقت في العام 2008 نحو 47 مليار دولار و43 مليار دولار في العام 2007. وأشارت محطة »سي أن أن« إلى أن القانون يلزم الحكومة الأمريكية بالكشف عن إجمالي قيمة الأموال التي تنفقها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي والوكالات الأخرى التي تشكل في مجموعها 16 هيئة ووكالة على التجسس على دول وجماعات ومنظمات متنوعة أخرى. وتسببت ضخامة هذا المبلغ الخاص بهذه الميزانية في تصاعد الدعوات المنادية بضرورة تخفيض ميزانية أنشطة الوكالات الاستخباراتية الأمريكية لاسيما في ظل الأزمة المترتبة على زيادة ميزانية الإنفاق العسكري على القوات المسلحة الأمريكية. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ميزانية الإنفاق على الأنشطة الاستخباراتية الأمريكية تفوق أية ميزانية مخصصة لبرامج أخرى، بل إن مجموع ما تنفقه الولاياتالمتحدة على هذه الأنشطة وحدها يفوق ميزانية روسيا التي تخصصها لجيشها بالكامل.